مَقْدُوراً) (١) أي حتما محتوما لازما.
إذا عرفت ذلك «فيجوز أن يقال : الواجبات بقدر الله بمعنى حتمه» وإلزامه مع نصب القرينة على ذلك.
قالت «العدلية : لا بمعنى خلقها» في العباد بقدرته «خلافا للمجبرة» فإنّهم جوزوه بل أوجبوه.
«لنا» عليهم «ما مرّ».
قالت «العدلية» ولا المعاصي» لا يجوز أن يقال إنها بقدر الله «بمعنى خلقها بقدرته أو حتمها ، خلافا للمجبرة».
«لنا» عليهم «ما مر» وتكرر ذكره.
«وقدّر مشدّدا» له معان :
«بمعنى خلق كما قال تعالى : (وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها) (٢) أي خلقها.
«وبمعنى : أحكم كما قال تعالى : (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) (٣) أي أحكمه إحكاما.
«وبمعنى : بيّن يقال : قدّر القاضي نفقة الزوجة والقريب».
«أي بيّنها» بالجنس والصفة والمقدار.
«وبمعنى : قاس» وماثل «كما يقال : قدّرت هذا» أي الثوب «على ذاك أي قسته» به وجعلته مثله إمّا في كل أوصافه أو بعضها «وبمعنى فرض كما يقال : قدّر ما شئت أي افرض وأوجب ما شئت».
إذا كان كذلك «فيجوز أن يقال : إن الله قدّر الطاعة بمعنى فرضها» وأوجبها «وقدّر الطاعة والمعصية بمعنى بيّنهما» للعباد.
قالت «العدلية : لا بمعنى خلقهما» فلا يجوز «خلافا للمجبرة» فإنهم أوجبوه كما مر لهم.
__________________
(١) الأحزاب (٣٨).
(٢) فصلت (١٠).
(٣) الفرقان (٢).