علّقت بالفعل فمعناه أراده فقط.
قلنا : هذا بناء على أصل فاسد.
«والكراهة» هي «ضد المحبّة» في الشاهد والغائب «وتحقيقها» في حق الله تعالى : «الحكم» من الله سبحانه «باستحقاق العبد العذاب قبل وقته» أي قبل حصول دار الآخرة وذلك بعد ارتكاب المعصية «وإيصاله إليه في وقته» أي في الآخرة. «والسخط» من الله سبحانه «بمعنى الكراهة» فمعناه معناها وكذلك البغض والغضب ، ومثل هذا ذكره الهادي عليهالسلام حيث قال : (فأما الولاية من الله للمؤمنين فإنما يتولى تعظيمهم ومدحهم ويأمر بذلك بعد استحقاقهم لذلك بأفعالهم.
والمحبة من الله للمؤمنين فإنما المراد بها منه إيصال المنافع إليهم تفضّلا واستحقاقا.
قال : والرّضى والسّخط والولاية والمحبة من الله سبحانه مستحقة على الأعمال بمعنى أنه لا يسخط ولا يرضى ولا يوالي ولا يعادي إلّا عند وجود الأفعال من العبيد التي يستحقّون بها ذلك.
قال : وذكر عن سليمان بن جرير أنه قال : إن الله تعالى لم يزل ساخطا على من علم أنه يعصيه وراضيا على من علم أنه يطيعه مواليا من لم يوجد من أوليائه معاديا لمن هو معدوم من أعدائه وأن العبد قد يكون مؤمنا والله تعالى معاد له ساخط (١) عليه إذا كان ممن يكفر في آخر عمره ، ويكون راضيا عن الكافر قبل وقوع سببه وهو الطاعة مواليا له محبّا له إذا كان يؤمن في آخر عمره.
قال : فأما ما ذكر عن (٢) سليمان بن جرير فقد دللنا على بطلان قوله ببطلان أصله الذي يتعلّق به في أن الإرادة من صفات الذات وما يبين ذلك أن الساخط إنما يحسن أن يسخط على من فعل قبيحا لا لعلمه أن الفعل
__________________
(١) (ض) معاد له وساخط عليه.
(٢) (ب) وأمّا ما ذكره سليمان بن جرير.