اطلاقاً الى اللفظ وخصوصياته الصوتية والبنائية والاعرابية .
وهذه الحالة المعبر عنها بالفناء هي علاقة الهوهوية والاندماج ، فلولا اندكاك صورة المعنى في صورة اللفظ بحيث ترى صورة واحدة لما كان اللفظ مغفولاً عنه حين الانتقال للمعنى ، اذ السبب لا يغفل عنه حين الانتقال للمسبب ، فرؤية النار التي تنقل الذهن لتصور الاحتراق أو الدخان لا تستوجب الغفلة عن النار وخصوصياتها مع أنها سبب والاحتراق مسبب ، اذن فلو كانت علاقة اللفظ بالمعنى علاقة السببية لم تستلزم هذه العلاقة حصول الفناء والغفلة عن اللفظ بينما الفناء والغفلة حاصلة ، فهذا دليل على كون العلاقة هي الهوهوية والعينية لا السببية والتلازم .
الثالثة : ما طرحه الاصوليون أيضاً من تحقق المرآتية بين اللفظ والمعنى ، وبيان ذلك أن تصور الشيء على قسمين :
١ ـ تصوره بنفسه كما اذا تصور زيد بنفسه .
٢ ـ تصوره بوجهه كما اذا تصور الكلي المطابق له ، فتصور الكلي المطابق ـ بالكسر ـ تصور لمطابقه ـ بالفتح ـ لا بنفسه بل بوجهه ، وقد ذكر هذا التعليل بالنسبة للفظ فإنه تارة يتصور المعنى بنفسه كتصور المولود قبل وضع اسم له وتارة يتصور المعنى بوجهه وذلك بتصور اللفظ ولما كان تصور اللفظ تصوراً للمعنىٰ بوجه كان اللفظ مرآةً للمعنىٰ . ومعنىٰ المرآتية وجود صورة واحدة طبيعتها المرآتية للمعنىٰ الواقعي لا وجود صورتين متلازمتين كما هو معنىٰ القول بالسببية .
فهذه
ملامح علاقة الهوهوية بين صورة اللفظ وصورة المعنىٰ . وأن المقصود ليس هو الهوهوية المفهومية إذ من الواضح الفرق المفهومي بين اللفظ والمعنى ، ولكن المقصود الهوهوية المصداقية أي أن الموجود في الذهن صورة اللفظ ذات الطبيعة المرآتية الحاكية عن المعنىٰ إما علىٰ نحو
دخول التقيد