بَدَأَ اللهُ الخَلْقَ يَبْدَأُهم بَدْءاً وأَبْدَأَهم ـ أى خَلَقَهُم وفي التنزيل (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) وفيه (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ) * أبو عبيدة* المُبْدِئُ المُعِيد والبادِئُ العائِدُ* أبو على الفارسى* هما لغتان مستويتان في الحُسْن والجودة وأُرَى أنه انَّما ذَهَب الى ذلك لكثرتهما في التنزيل وفي النظم والنثر* الاصمعى* بَدَأْتُ من أرْضِ كذا وأَبْدَأْت ـ أى خَرَجْت وبَدَا الشىءُ بُدُوًّا وأَبْدَى ـ ظهر بَرَقَ لى الرجلُ يَبْرُق بَرْقًا وأَبْرَق ـ اذا تَهَدَّد وأَوْعَدَ وكذلك رَعَد لى وأرْعَد وكذلك بَرَقَت السماء تَبْرُق بَرْقًا ورَعَدَتْ تَرْعُد رَعْدًا وأَبْرَقَتْ وأَرْعَدَتْ وكان الاصمعى ينكرهما بالالف* قال أبو حاتم* فقلت للاصمعى يقول الكميت
أَبْرِقْ وأَرْعِدْ يا يزي |
|
د فَمَا وَعِيدُكَ لى بِضَائر |
فقال الكُمَيْتُ ليس بحجة كأنَّه يقول هو مُوَلَّد قلت له فاخبرنا أبو زيد أنه سمعه من العرب الفُصَحاء فأباه* قال أبو حاتم* فجاءنا أعرابى من بنى كلاب من أفصح الناس كأنَّه مُسْتَوْحِش من الناس بَدَوِىٌّ وهو يقول
* قُضِىَ القَضَاءُ وجَفَّتِ الْأَقلامُ*
فسألته كيف تقول أَرْعَدت وأَبْرَقت فقال أبو زيد من قبل أن يُجِيب دَعُونى أسْأله وأَتَولَّى السُّؤال فانا أَرْفَقُ به فقال له كيف تقول في التَّهَدُّد إنَّك لترعد لى وتبرق فقال في الجخِيفِ يُريد الوَعِيدَ أقول إنَّك لَتُرْعِدُ لى وتُبْرِق* قال أبو حاتم* فقال الاصمعى انْظُرْ الى الشعر القديم كيف هو ثم أنشدنا لرجل من كِنَانة شِعْرا عُلْوِيًّا
اذا جاوَزَت مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ ثَنِيَّةً |
|
فَقُلْ لأَبِى قابُوسَ ما شِئْتَ فارْعُدِ |
وأنشد ابن السكيت
فاذا حَلَلْتُ ودُونَ بَيْتِىَ غاوةٌ |
|
فابْرُقْ بأَرْضِكَ ما بَدَا لَكَ وارْعُدِ |
ويقال بَشَرْتُ الرجلَ بِخَيْرٍ أَبْشِرُه وأَبْشُره بَشْرًا وأَبْشرْته والتشديد جائز فيها وقد يكون التَّبْشِير بالشَّرِّ وفي التنزيل (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) ولم يُقَلْ في الشَّرِّ أَبْشَر وقرأ أبو عمرو «ذلك الَّذِى يَبْشُرُ اللهُ بِهِ عِبادَه» وأنشد الرياشى