فقال أى اكتِفاءً ومن هذا الحَسَبُ عنده كأنَّه اكتفاءٌ بالمِقْدار وقد تُوضَع هذه الكلمة في موضِع الأمر ثم يعبَّر عنها بفعل لفظُه لفظُ الخبرَ كما يُفْعَل ذلك في الأفعال الصريحةِ وجعلوه اسما فقالوا حَسْبُك هذا وانما ذكَرْت هذا القِسَم الاسْمِىَّ الاخيرَ وان لم يكنْ من هذا الباب لأُرِيَك تصريفَ حَسْب ومعنى (قَطْ) معنَى في الزَّمان الماضى* ابن السكيت* ما رأيتُه قَطْ وقَطُّ وقد أبنت ذلك فيما تقدم وحقيقتُه القَطْع فيما رواه الفارسى* قال* ولذلك زعم النحويُّون أن قَطْ مخفَّفةٌ من قَطُّ أو لأنهم اذا حَقَّروه قالوا قُطَيط فرَدُّوا ما ذهب منه كما يتعادُون ذلك ويُحافِظون عليه في المعتلِّ والمخَفَّفِ كقولهم في تصغير دَمٍ دُمَىٌّ وبَخٍ بُخَيْخ ورُبَ رُبَيْب ونحوُ هذا كثيرٌ ومعنى (غَيْر) بَدَلٌ واستثناءٌ* قال سيبويه* اعلم أن غَيْرا أَبدا سِوَى المضافِ اليه ولكِنَّه يكون فيه معنَى إلَّا وهى في باب الاستثناء مكانَ إلَّا وقد أبنْت حالها في باب البدَل ومعنى (سِوَى) كمعنى غَيْر الا أن غَيْرا اسمٌ وسِوًى حرف ومن حيث كان معناها معنَى غيرٍ أطلِق للشاعر أن يضَعَها موضِعَ الاسمِ كما أنشد سيبويه
ولا يَنْطِقُ الفَحْشاءَ من كان مِنْهُمُ |
|
اذا جَلَسُوا مِنَّا ولا مِن سَوَائِنا |
أولا ترى سيبويه قال فعَلُوا ذلك اذ كان مَعْنى سَواء مَعنى غَيْر ومعنى (كُلّ) عمومٌ وجمْعٌ ومعنى (كَلِا) تثنيةٌ ومعنى (بعضٍ) اختصاصٌ وجُزْء* قال سيبويه* كُلٌّ وبعضٌ معرفةٌ ولا تُوصَف ولا تكونُ وَصْفا وذلك اذا حذفت منها الاضافة ولا يُعَوَّض مما حُذِف منها لدِلالتها بأنفُسِها على الاضافة اذا لكُلُّ كُلٌّ لشئٍ والبعضُ بعضٌ لشئٍ وأنثوا فقالوا كُلَّتهُنَّ منطلِقةٌ ولم يؤنثوا بعضًا لم يقُولوا بعضَتُهنَّ ومعنى (بُلْهَ) زيدٍ تَرْكَ زيدٍ* قال الفارسى* بَلْهَ كلمة استثنائيَّة يُخْفَض بها ويُنْصَب فمن خفَض بها جعلها مصدَرا كقولك ضَرْب الرِّقاب ومن نصَب ما بعدها جعَلَها فِعْلا وهذا قولٌ مجازِىٌّ وليس بحقِيقىٍّ ولو لا الاشْفاق من الاطالةِ لأبنْت كيف هو غيْرُ حقيقى ومن لَطَّف النظر أدنَى شئٍ أدركه ومعنى (عِنْد) حضورُ الشىءِ* ابن السكيت* هو عِنْدِى وعُنْدِى وعَنْدِى قال النحويون ولا تحقَّر لأنها نِهايةُ القُرْب وهى من القِسْم الذى لا يتمكَّن من قسمَىِ الظُّروف ومعنى (نَوْلُك) كذا