فيه على المسموع* قال أبو على* حينَ قَسَّم هذا البابَ بعد فَراغِه بذكر القِسم الأوّل والوجه الثانى من وجْهىْ ما يشتمل عليه البابُ أن يتعدَّى الفِعلُ الى مفعولٍ بغير حَرْف جرٍّ ولم يكن المفعولُ في الاصل فاعِلا بِالذى فيه حَرْفُ الجَرِّ من الثانى فيُنْزَع حرفُ الجرِّ من الثانى فيَصِل الفعلُ اليه وذلك قولُك اختَرْت الرِّجالَ عبْدَ اللهِ والأصل اخْترْت عبدَ الله من الرِّجالِ وحُذِفت مِن فوصَل الفعلُ الى الرجال ولم يكُنْ عبدُ الله فاعلا بالرجال شيْئًا كما فعل زيدٌ بالدِّرْهم الأخذَ ومثلُ ذلك سَمَّيته زيدًا وكنَيْت زيدا أبَا عبدِ الله والاصل سمَّيته بِزيدٍ وكنَيْت زيدا بأبِى عبدِ اللهِ ولم يكُنْ زيدٌ فاعِلا بأبِى عبد الله شيئًا فان قال قائِل إنك تقُول تَكَنَّى زيدٌ أبَا عبدِ اللهِ تجعَلُه فاعِلا وتنصِب أبَا عبدِ الله فتجعَلُه مفعُولا به فهلَّا جعلته من القِسْمِ الاوّل قيل له ليس قولُنا تَكَنَّى زيدٌ أبا عبدِ الله وتسَمَّى أخُوك زيدًا دِلالةً على أن أحدهما فاعِل بالآخَر إنما هو من بابِ قَبُولِ الفعل الذى أُوْقِعَ به وهو كقولك حَرَّكْته فتحرَّك وكَسَّرته فتَكَسَّر والنِّيَّةُ فيه حرف الجرِّ كأنك قلت تَسمَّى زيدٌ بعمْر ولم يكُن من بابِ الفِعل الذى بَيَّنت به مَنْ أدخلَه في الأخذ وسَهَّله له فقلت أعطَى عبْدُ اللهِ زيدًا درْهما* قال سيبويه* وتقول دعوتُه زيْدا اذا أردْتَ دعوتُه التى يَجْرِى مَجْرَى سَمَّيته فانَّ الدُّعاء في الكلام على ثلاثةِ معانٍ أحدها التسمِيَة والآخَرُ أن تَسْتَدْعِيَه الى أمر يَحضُره والثالث في معنى المَسْئلةِ لله فاذا كان الدعاءُ بمعنى التسمِيَة جَرَى مَجْرَى التسميةِ فقلت دَعوتُ أخاكَ زيدا ودعَوْت أخاكَ بِزَيد كما تقول سَمَّيت أخاك زيْدا وسمَّيت أخاك بزيد وهو الذى يدخُل في هذا الباب دُونَ معنَى الاستدعاءِ وهو الذى قال سيبويه وان عَنَيْت الدعاء الى أمْر لم يُجاوِزْ مفعُولا واحِدا يعنى الاسْتِدْعاء الى أمْر ألا تَرَى أنك لا تقُول استَدْعيتُ أخاكَ بزيدٍ وأما قول الشاعر
أستَغْفِرُ اللهَ ذَنْبا لستُ مُحْصِيَه |
|
رَبَّ العبادِ اليه الوجْهُ والعَملُ |
فانَّه أراد أستغفِرُ اللهَ من ذَنْبٍ وهذا هو القسمُ الثانى وقال عمْرُو بنُ معدى كَرِبَ
أمَرْتُكَ الخيْرَ فافعَلْ ما أُمِرْت به |
|
فقد ترَكْتُكَ ذا مالٍ وذا نَشَبِ |
فالمعنى أمرتُك بالخيْرِ وهو أيضا من القِسْم الثانى* قال أبو على* قال سيبويه وإنما فَصَل هذا (١) أنها أفعالٌ تُوصَل بحرُوف الاضافةِ فتقول اخترتُه من الرِّجال وسمَّيته
__________________
(١) أى انما فصل هذا النوع من بقية ما يتعدى الى مفعولين أن هذه أفعال الخ