العِلَّة التى من أجلها أبدِلت الواوُ في عيد ياءً لأن العِلَّة التى من أجْلها قُلِبت الى الياء الانكسارُ فانما أصلُه الواوُ اذ هو من عاد يَعود فليْس كلُّ بدلٍ غيْرَ لازِم ولا كلُّ بدَلٍ لازِمٌ انما يُنْتهَى في ذلك عند ما انتهَتِ العرَبُ وقد شرحت هذا أنعَم شرْح فى باب الخَبَر من هذا الكتاب وزعم سيبويه أن بعض أهل الحِجاز يهمزون النَّبىء وهى لغة رَدِيئة ولم يَسْتردِئها سيبويه ذَهَابا منه الى ان أصلَه غيرُ الهمز وانما استَرْدَأها من حيثُ كَثُر استعْمال الجمهورِ من العرَب لها من غير هَمْز* قال أبو عبيد* قال يونس أهلُ مكةَ يُخالِفُون غيرَهم من العرب يَهْمِزُون النَّبِىءَ والبريئَة وذلك قليل فى الكلام* ابن السكيت* ومن هذا الباب الذُّرِّيَّة من ذَرّأ اللهُ الخلْقَ ـ أى خَلَقهم والخابِيَةُ غير مهموز من خَبَأْت الشىءَ ويقولُون رأيتُ فاذا صاروا الى الفِعْل المستَقْبَل قالوا أنت تَرَى ونحن نَرَى وهو يَرَى وأنا أَرَى فلم يَهْمِزوا وقد أجمل سيبويه ذلك فقال في بعض استثناآته في باب الهمز غير أن كلَّ شئٍ كان في أوَّله زائدةٌ سِوَى ألف الوصل من رأيتُ فقد أجمعت العربُ على تخفيف هَمْزِه وذلك لكَثْرة استعْمالهم إيَّاه جعُلوا الهمزةَ تُعاقِب وأنا أشْرَحُ هذا الفصلَ بغاية الشَّرْح اذ كان من أدَقِّ فصُول اللُّغة وكانت هذه الكلمة من أنْدَر الكلام في الحذْف فأقول إن سيبويه يعنى أن العرَب اجتمعت على حذْف الهمز في أَرَى ويَرَى وتَرَى ونَرَى كأنهم عَوَّضُوا همزةَ أَرَى التى للمُضارَعة من الهَمْز* قال سيبويه* واذا أردْتَ تَخْفيفَ همزةِ إرْءَوْهُ قلت رَوْه تُلْقِى حركةَ الهمزة على الساكِن وتُلْقِى ألفَ الوصل حينَ حَرَّكت الذى بعْدَها لأنك انما ألْحقْت ألف الوصل لسُكُون ما بعدها ويدلُّك على ذلك رَ؟؟؟ ذاك وسَلْ خَفَّفوا إرْءَ واسْئَلْ وقد مضى الكلام في نحو هذا وهذا كلُّه تخفيف قياسِىٌّ وانما أوردناه في الحِفْظِيَّات وان كان قياسِيًّا لأن القِيَاسىَّ هنا قد ضارَعَ البَدَلِىَّ من حيث جَرَى في كلامهم مُخَفَّفا ولم يهمِزْه أحدٌ الا أن أبا الخطَّاب حكى أن من العرب من يقول قد أَرْأَهمْ يجىء بالهمز من رأيتُ على الأصل رواه سيبويه عنه وأنشد غيره
أَحِنُّ اذا رأيْتُ بِلادَ نَجْدٍ |
|
ولا أَرْءَى الى نَجْد سَبِيلَا |
* قال* فأمَّا ما أنشده النحويُّون من قوله