٢١٩ ـ وذكر أيضا الفقيه ابن المغازلي في كتاب المناقب بإسناده إلى جابر بن عبد الله الأنصاري فيما حضره وسمعه من النبي (ص) يوم غدير خم في المعنى مما يمكن أن يكون قد وقع وتكرر من النبي (ص) في ذلك اليوم حين تنحى أصحابه عنه بعد فراغه عن تعيينه على علي (ع) بالإمامة بعده فخاف (ص) أن يكونوا كرهوا ذلك.
وسيأتي في رواية الثعلبي في تفسيره ما يدل على كراهة بعض من بلغه في حياه النبي (ص) فقال جابر إن رسول الله (ص) نزل بخم فتنحى الناس عنه ونزل معه علي بن أبي طالب فشق على النبي تأخر الناس فأمر عليا فجمعهم فلما اجتمعوا قام فيهم وهو متوسد على علي بن أبي طالب (ع) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إني قد كرهت تخلفكم عني حتى خيل لي بأنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني ثم قال لكن علي ابن أبي طالب قد أنزله الله مني بمنزلتي منه فرضي الله عنه كما أنا عنه راض فإنه لا يختار على قربي ومحبتي شيئا.
ثم رفع يديه وقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فابتدر الناس إلى رسول الله (ص) يبكون ويتضرعون ويقولون يا رسول ما تنحينا عنك إلا كراهية أن نثقل عليك فنعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله فرضى رسول الله (ص) عنهم عند ذلك (١).
٢٢٠ ـ ومن ذلك ما رواه أيضا الفقيه الشافعي ابن المغازلي بإسناده إلى عطية العوفي قال رأيت ابن أبي أوفى وهو في دهليز له بعد ما ذهب بصره فسألته عن حديث فقال إنكم يا أهله الكوفة فيكم ما فيكم قال قلت أصلحك الله إني لست منهم ليس عليك عار قال أي حديث قال : قلت
__________________
(١) المناقب : ٢٥ ـ ٢٦ ، والعمدة : ٥٣.