ما فعل أبو الحسن؟ قالوا : انصرف باكي العين يا رسول الله قال يا بلال اذهب فأتني به فمضى بلال إلى علي (ع) وقد دخل إلى منزله باكي العين فقالت فاطمة ما يبكيك لا أبكي الله عينيك؟ قال : يا فاطمة آخى النبي (ص) بين المهاجرين والأنصار وأنا واقف يراني ويعرف مكاني ولم يؤاخ بيني وبين أحد قالت لا يحزنك أنه لعله إنما أدخرك لنفسه قال بلال يا علي أجب النبي فأتى علي إلى النبي فقال النبي ما يبكيك يا أبا الحسن؟ قال آخيت بين المهاجرين والأنصار يا رسول الله وأنا واقف تراني وتعرف مكاني ولم تؤاخ بيني وبين أحد قال إنما ادخرتك لنفسي ألا يسرك أن تكون أخا نبيك؟ قال بلى يا رسول الله أنى لي بذلك؟ فأخذ بيده وأرقاه المنبر وقال اللهم هذا مني وأنا منه إلا أنه مني بمنزلة هارون من موسى ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه (١).
٢٢٥ ـ ومما يدل على ذلك ما اتفق على نقله أحمد بن حنبل في مسنده والفقيه ابن المغازلي في كتابه بإسنادهما إلى عبد الله بن عباس عن بريده قال غزوت مع (ع) اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله (ص) فذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله (ص) يتغير قال يا بريده ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت بلى يا رسول الله قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه (٢).
٢٢٦ ـ وأما روايات أحمد بن حنبل في مسنده لحديث يوم الغدير فمنها ما اتفق على معناه الثعلبي في تفسير قوله تعالى " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك " الآية بإسنادهما إلى البراء بن عازب قال أقبلنا مع رسول الله (ص)
__________________
(١) لم نجده في المناقب المطبوع. البحار : ٣٧ / ١٨٦ ، والعمدة : ٤٦.
(٢) المناقب : ٢٥ ، وذيل إحقاق الحق عن أحمد في المناقب ٦ / ٢٦١ ، والخوارزمي في المناقب : ٧٩.