وجماعة من أتباعهم وهؤلاء الأربعة أنفس قوم من عوام المسلمين لم يرووا عن نبيهم في تسميتهم وفضلهم خبرا مأثورا ولا وجدوا بذلك أثرا مسطورا وقد رووا في فضائل أهل البيت وتعظيمهم في الحياة وبعد الوفاة قد ذكرنا عنهم بعضه في كتابنا هذا من صحاح أخبارهم فهلا كان لعلماء أهل البيت وصلحائهم وأئمتهم أسوة بأحد الأربعة أنفس المشار إليهم؟ أما هذا لعداوة النبي أو لأهل بيته أو حسد لهم أو ميل وضلال من قوم قد بلغوا إلى هذه الغاية.
والعجب أنهم يقصدون محمدا نبيهم عند حجرته ويلوذون بتربته ومع ذلك يتجنبون قبور أهل بيته وعترته! أين هذا من الوفاء لما أثبت عليهم نبيهم من الإنعام ما كان هذا جزاؤه من أهل الإسلام.
(قال عبد المحمود بن داود) قال الشيعي : وأعجب من ذلك أنهم آثروا الدنيا الفانية المكدرة عليهم وعلى تأدية حق الله وحق رسوله فيهم وقدموا غيرهم عليهم وكانت عترة نبينا أحق بالتقديم وأبعدوهم عن مقامهم وخلافتهم وكانوا أحق بها وأهلها وأذلوهم وكانوا أحق بالعز واختاروا عليهم تيما وعديا وآل حرب وبني أمية وما كان هذا جزاء محمد (ص) من أهل الإسلام وما كان في بني هاشم نقص عن تيم وعدي وآل حرب وبني أمية وغيرهم من الأنام وما عرفنا بني هاشم إلا أعيان الناس في الجاهلية والإسلام.
وإني لأستطرف من الأربعة المذاهب إقدامهم تارة على ترك العمل بوصايا نبيهم محمد (ص) التي تضمنتها أخبارهم الصحاح المقدم ذكر بعضها وإقدامهم تارة أخرى على تقبيح ذكر نبيهم فيما نسبوه به صلوات الله عليه وآله إلى إهمال رعيته وأمته وإنه توفي وتركهم بغير وصية بالكلية.
٢٥٥ ـ وقد روى مسلم في صحيحه في الجزء الثالث من الأجزاء الستة في الثلث الأخير منه في كتاب الفرائض بإسناده إلى ابن شهاب عن أبيه أنه سمع