من المعجزات والشرائع عملنا بها.
ثم وإذا لم يكن شيعة عترة نبيكم وخواصهم وأتباعهم أعرف برواياتهم ومذاهبهم وعقائدهم فكيف يعرف ذلك من أهل البيت البعداء عنهم والغرباء منهم ومعلوم أن كل فرقة فإن أتباع رئيسها أعرف بمذهبه ورواياته وعقائده ممن بعد عنه ونفر منه وأنتم تعلمون أن خواص أبي حنيفة أعرف بمذهبه ممن أعرض عنه وأصحاب الشافعي كذلك خواصه أعرف بمذهبه ممن أعرض عنه وأصحاب أحمد بن حنبل كذلك وسائر المذاهب.
ومن طرائف ما يقال لعلماء الأربعة المذاهب أنكم وغيركم من أهل المعرفة تعلمون بالتواتر أن هذه الفرقة الشيعة كانوا يخالطون أهل بيت نبيكم ويختصون بهم وهم على هذه العقائد ويروون عنهم في تلك الأحوال هذه الروايات وأهل البيت يعظمون الشيعة مع ذلك ويصفونهم بالهداية والورع والأمانات فهل يبقى شك عند عاقل ممن يعرف هذه الأحوال أن أهل بيت نبيكم كانوا موافقين لشيعتهم في العقائد وصواب الروايات والأقوال والأفعال.
ومن طرائف ما يقال لهم قد عرفتم أن البواطن لا طريق إليها إلا من عند علام الغيوب وإنما نوالي ونعادي على الظاهر من الاعتقادات والأعمال الصالحات وقد رأينا عبادات شيعة أهل بيت نبيكم ص واجتهادهم وورعهم وتنزههم عن الشبهات على أفضل ما يبلغ إليه أهل الديانات فإن كانوا مع ذلك متهمين فيما نقلوه أو قالوه أو كاذبين فكيف يكون حال من هو دونهم من المسلمين.
ولقد عرفت من ورع جماعة من شيعة أهل البيت ع ورواتهم ومن أماناتهم وعباداتهم ما لم أعرفه من سائر الرواة وقرأت في كتاب لا يتهم مصنفه أن صفوان بن يحيى من رجال علي بن موسى الرضا ع ومحمد بن علي الجواد ع روى عنهما وعن أربعين رجلا من أصحاب الصادق