عليه السلام وكان قد تعاهد هو وعبد الله بن جندب وعلي بن نعمان في بيت الله الحرام إن مات منهم يعمل من يبقى ما كان يعمله من مات مدة حياته فمات صاحباه وبقي صفوان فكان كلما حج أو أدى زكاة أو عبادة أو شيئا من الخير مدة حياته يعمل عمل صاحبيه ويعمل عنهما مثل الذي يعمل لنفسه إلى أن مات وهذا أبلغ ما عرفت من أمانات أهل الروايات.
وقرأت أيضا أن من جملة شيعة علي بن أبي طالب ع سبعين رجلا كانت بطون أكفهم قد صارت كثفنات البعير من كثرة صلواتهم وكانوا يعرفون بالمثفنين وقرأت أن علي بن مهزيار كانت جبهته مثل ركبة البعير وأمثال هؤلاء شيء كثير فكيف كان يحل ترك الرواية عن هؤلاء وترك العمل بما نقلوه وبأي عذر يعتذرون إلى الله تعالى ورسوله ص إذا لقوه إذا لم يرووا حديثهم ويقبلوه.
ويقال لعلماء الأربعة المذاهب ما أعتقد أن قد أوقعكم في هذه الشبهة إلا أنكم تركتم مخالطة أهل البيت ومخالطة شيعتهم فضللتم عن معرفة أحوالهم وأفعالهم وأقوالهم ولو خالطتم القوم وجدتم من صفات العلم والورع والأمانة والصيانة ما يشهد به عندكم لسان الحال وبيان المقال أن القوم ممن يوثق بهم ويعتمد عليهم.
ومن طرائف ما بلغ إليه جماعة كثيرة من المسلمين من رجال الأربعة المذاهب أنهم رووا ما قدمنا بعضه وسيأتي منه طرف آخر في تعظيم أهل البيت ع وخاصة علي وفاطمة والحسن والحسين عليه السلام.
فأما علي ع فقد عرفت ما جرى عليه من الدفع عن خلافته ومنزلته وما بلغوا إليه من القصد لإحراقه بالنار وكسر حرمته.
وأما فاطمة ع فقد اشتهر ما ظهر من أذيتهم لها حتى هجرتهم إلى أن ماتت وسيأتي طرف من ذلك إن شاء الله تعالى.