ما بايعوا أبا بكر إلا عجزا عن الانتصار ومع عدم الأنصار من غير اتفاق ولا رضى بمبايعة أبي بكر.
ومن طرائف الأحاديث المذكورة شهادتهم أن بني هاشم تأخروا ستة أشهر عن بيعته ، ولو كان تأخرهم لشبهة أو غير حق ما كان يبلغ التأخر إلى هذه المدة الطويلة التي يشهد لسان حالها أن بني هاشم كانوا يعتقدون ويتحققون أن الخلافة لهم وأنهم مظلومون وفيهم أحد الثقلين الذين أوصى نبيهم بالتمسك بهما.
ومن طرائف الأحاديث المذكورة شهادتهم أن بني هاشم كانوا كلهم عارفين أن الحق لعلي عليه السلام وموافقين له ، وأنهم ما بايعوا أبا بكر ولا واحد منهم حتى بايعه علي عليه السلام.
ومن طرائف الأحاديث المذكورة إنفاذ علي إلى أبي بكر أن يأتيه ولم يكن عنده أهلا يمضي إليه ، ولو كان يعتقد خلافته لمضى إليه.
ومن طرائف الأحاديث المذكورة شهادة البخاري ومسلم بما كان عند بني هاشم من سوء الاعتقاد في عمر وكراهيتهم لإمامته وإنه على خلاف أبي بكر وعلى خلافهم.
ومن طرائف الأحاديث المذكورة خوف عمر على أبي بكر القتل وسوء الظن ببني هاشم وقوله لا تأتيهم وحدك ، فأي صفاء يدعيه أحد بين بني هاشم وأبي بكر وعمر وقد بلغ الأمر بينهم إلى هذه الأكدار والعداوة بشهادة البخاري ومسلم اللذين يتهمان عندهم في نقل الأخبار والآثار.
ومن طرائف الأحاديث المذكورة ما ذكره الطبري والواقدي وصاحب الغرر المقدم ذكرهم من القصد إلى بيت فاطمة وعلي والحسن والحسين عليهم السلام بالإحراق ، أين هذه الأفعال المنكرة من تلك الوصايا المتكررة من نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟ وأين ما تقدم ذكره من رواياتهم في صحاحهم