ومن طرائف الأحاديث المذكورة شهادة عمر على الأنصار بأنهم قد كانوا من الجهالة والضلالة إلى أنهم يجيزون أن يكون للناس إمامان في وقت واحد.
ومن طرائف الأحاديث المذكورة أنهم يطفرون وينزون على سعد بن عبادة كفعل السفهاء والطغام ، وإن مجلسهم قد كان خاليا من آداب ذوي العقول والأحلام.
ومن طرائف الأحاديث المذكورة دعاء عمر على سعد بن عبادة بالقتل وهو رجل مسلم من أعيان الصحابة ، وقد أمر الإسلام أن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه ويكره لأخيه ما يكره لنفسه.
٣٤٧ ـ ومع ما رواه الحميدي في الحديث الخامس والخمسين بعد المائة من مسند عبد الله بن عمر من المتفق عليه ، إن النبي " ص " سأل عن سعد بن عبادة وكان سعد مريضا وقال : كيف أخي سعد بن عبادة ، وإن النبي عاده في مرضه وبكى عليه وأبكى الصحابة (١).
فأين هذا الاكرام بسعد بن عبادة من النبي " ص " من استخفاف عمر به ودعائه عليه. ومن طرائف الأحاديث المذكورة شهادة عمر وشهادة من صحح حديثه أن عمر كان يعلم أن الأنصار غير راضية بأبي بكر وأنه لو فارقهم خاف أن يبايعوا غيره ، وأنه لو بايعوا غيره ما كان راضيا بذلك ، فمن جعل له هذا الحكم على المسلمين وهذا الاختلاف مما لا يليق بالورع والدين.
ومن طرائف الأحاديث المذكورة شهادتهم على الصحابة أنهم ما يعرفون حق علي ، أو كانوا يعرفون ولا يعملون بما أمرهم نبيهم محمد " ص " في تعظيمه ، وقد تقدمت بعض الروايات عنهم بتعظيم علي وبالغوا في ذلك ، ثم رووا ههنا أنهم كانوا يراقبونه لمكان جاه فاطمة فحسب ، وهذه شهادة عظيمة وإساءة جسيمة إليه.
ومن طرائف الأحاديث المذكورة شهادتهم أن عليا عليه السلام وبني هاشم
__________________
(١) رواه مسلم في صحيحه : ٢ / ٦٣٧.