ومن طريف تصديقهم لعائشة وعداوتهم لفاطمة.
٣٧٣ ـ إنه روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين وغيره أن نبيهم لما هاجر إلى المدينة أقام ببعض دور أهلها واستقرض مريدا (١) للثمن وكان لسهل وسهيل كانا يتيمين في حجر سعد بن زرارة ليشتريه فوهبها له ، وروى أنه اشتراه وبنى فيه مسجده وبنى فيه بيوتا ومساكن لنفسه ليسكن عياله وأزواجه فيها ، فرغت انتقل إليها.
٣٧٤ ـ وروى الحميدي في الحديث الرابع والثلاثين بعد المائة في المتفق عليه من مسند أنس بن مالك في موضع المسجد خاصة وفي رواية أخرى قال : إن النبي " ص " أراد أن يشتري موضع المسجد من قوم بني النجار ، فوهبوه وكان فيه نخل وقبور المشركين ، فقلع النخل وخربت القبور (٢)
وقد تضمن كتابهم إن البيوت لنبيهم في قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم " (٣).
ومن المعلوم أن زوجته عائشة لم يكن لها دار بالمدينة ولا بيت ولا لأبيها ولا لقومها ، لأنهم كانوا مقيمين بمكة ولا روى أحد أنها بنت لنفسها دارا في المدينة ولا بنى لها أحد من قومها منزلا بها ، ومع كله فإنها ادعت حجرة نبيهم بعد وفاته التي دفن فيها ، فسلمها أبوها أبو بكر إليها بمجرد سكناها أو دعواها ، ويمنع فاطمة عليها السلام عن فدك والعوالي مع طهارتها وجلالتها وطهارة شهودها وشهادتهم بأن أباها وهبها ذلك في حياته ويمنع أيضا فاطمة عليها السلام من ميراثها مع عموم آيات قرآنهم وكتابهم في المواريث ، فإن كانت
__________________
(١) الظاهر كذا واستقرض لثمن مكان نخل كان الخ.
(٢) رواه مسلم في صحيحه : ١ / ٣٧٣.
(٣) الأحزاب : ٥٣.