عائشة ملكت الحجرة بالسكنى فقد مات نبيهم عن تسع زوجات في تسع بيوت فهلا ملك جميع نسائه جميع بيوته التي كانوا فيها ، وإن كان بالميراث فلأي حال ترث عائشة نبيهم " ص " ولا ترثه فاطمة عليها السلام؟ ثم كيف تفردت عائشة بالحجرة ولها تسع الثمن من ميراثه ومن قسم لها وخصصها بها؟ إن هذا من عجائب الأمور.
ومن طريف ذلك تهجم جماعة من المسلمين على حجرة نبيهم وترك الامتثال بقرآنهم في قوله تعالى " لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم " ودفنوا أمواتهم فيها ، فليت شعري من أذن للأموات وفاته في دخول حجرته وضرب المعاول عنده ونبش التراب حوله وأن يجعلوا داره مقبرة وإن كانت داره ميراثا كما تضمن كتابهم؟ فهلا استأذنوا جميع الورثة؟ فكيف يكون ميراثا عندهم وقد ادعوا أنه لا يورث؟ وإن كانت أمواله وتركته للمسلمين فهل استأذنوا جميع المسلمين من بعد منهم أو قرب؟ وإن كان ذلك تهيا فيه إذن جميع المسلمين فهل استأذنوا جميع المسلمين في تسليم فدك والعوالي إلى ابنته فاطمة عليها السلام فقد كان يجب لأبيها على المسلمين من الحقوق أعظم من ذلك.
ومن طريف ذلك أن أبو بكر قد سلم حجرة نبيهم إلى ابنته عائشة دون ورثته ودون المسلمين وكان يتمكن كثير من المسلمين من الانكار عليها وعليه فيداهنون ويتغافلون ، إنا لله وإنا إليه راجعون.
ومن طريف ذلك أن بعض جهالهم معتقدا وقائلا إن البيت لعائشة ، لما لعله يجده من لفظ مجمل أو محتمل في تسمية بيوت نبيهم باسم نسائه ، فيتوهم أن ذلك يدل على أن البيوت ملك لنساء نبيهم ، ومن المعلوم للعقلاء أن لو كان البيوت ملكا لنسائه لكان نزيلا على نسائه بالمدينة وفي سكناهن. ولا خلاف بين المسلمين في تكذيب ذلك وإن نبيهم استأنف بيوته وعمرها بعد قدومه بالمدينة.