الثاني والخمسين من أفراد مسلم من كتاب الجمع بين الصحيحين (من صحيح مسلم والبخاري) عن ابن جريح عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يسأل عن الورود فقال : نجئ نحن يوم القيامة عن كذا وكذا أنظر أي ذلك فوق الناس قال : فتدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد الأول فالأول ، ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول : من تنظرون؟ فيقولون : ننظر ربنا. فيقول : أنا ربكم. فيقولون : حتى ننظر إليك. فيتجلى لهم بضحك. قال : فينطلق بهم ويتبعونه ، ويعطى كل إنسان منهم منافق أو مؤمن نورا ، ثم يتبعونه وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله ، ثم يطفئ نور المنافقين ، ثم ينجو المؤمنين ـ الخبر(١).
(قال عبد المحمود) : كيف حسن من هؤلاء الذين يدعون أنهم مسلمون أن يرووا مثل هذا الحديث والضحك ربهم ، ثم يجعلونه صحيحا؟ وكيف قبلت عقولهم ذلك؟ والعجب أنهم ربما أسقطوا حديث بعض من يقولون أنه حكي عن فلان ما هو كذب ومع هذا فلا يسقط مثل هذا الحديث الذي يشهد العقول إنه كذب فيه على الله تعالى! وظاهر حالهم إنهم كذبوا على جابر ، فإن حاله في الإسلام كانت أفضل وأكمل من هذا النقصان ، وهذا تصريح منهم بأن الله جسم أو على صفات الأجسام.
ومن طريف هذا أنه قال : إنه يعطي المنافقين نورا ، الذي يشهد كتابهم أنهم في الدرك الأسفل من النار.
ومن طرائف روايتهم ما ذكره أيضا الحميدي في كتاب الجمع بين الصحيحين من مسند أبي سعيد الخدري في الحديث الثاني والعشرين من المتفق عليه ورواه عن نبيهم يذكر فيه كيفية تساقط الكفار في النار ، ثم ما هذا لفظه : حتى
__________________
(١) مسلم في صحيحه : ١ / ١٧٧ ـ ١٧٨.