ومن كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي أيضا في الحديث الثاني والثمانين بعد المائتين من المتفق عليه من مسند أبي هريرة رواه عن نبيهم قال فأما النار تمتلئ حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله فيها فتقول : قط قط فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض ـ الخبر(١).
ومن كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي أيضا في مسند أبي هريرة عن نبيهم قال: إذا قاتل أحدكم أخاه فلا يلطمن الوجه ، وفي رواية فليتجنب الوجه ، فإن الله خلق آدم على صورته (٢).
(قال عبد المحمود) : أما تعجب العاقل من هذه الأحاديث التي قد نقلوها في صحاحهم ، ومن قوم يذكرون أنهم من المسلمين وقد بلغوا هذه الغاية من تقبيح ذكر رب العالمين ومن إساءة سمعة نبيهم ، وهل بلغ أعداؤهم من تقبيح ذكرهم النبي " ص " إلى ما قد بلغ هؤلاء؟ وما أحسن قول بعض العلماء : عدو عاقل خير من صديق جاهل.
والعجب ممن رأى فساد ظاهر هذه الأخبار لو أرجع الضمير في صورته إلى الله سبحانه كما ظاهرها فاعتذر بأن الضمير راجع إلى آدم وفساده ظاهر.
ومن طرائف رواياتهم ما ذكره الرازي عنهم كتاب في كتاب تأسيس التقديس وذكر أنه رواه صاحب شرح السنة ورواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين فيمن يخرجه الله من النار ، قالوا عن نبيهم أنه قال : فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول : أي رب أدخلنيها فيقول : يا بن آدم يرضيك أن أعطيك الدنيا وما فيها فيقول : أي رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين ـ وفي الجمع بين الصحيحين للحميدي في بعض روايات هذا الحديث أتسخر بي أو تضحك بي
__________________
(١) نفس المصدر.
(٢) رواه مسلم في صحيحه ٤ / ٢٠١٧.