ومن طرائف روايتهم أيضا ما ذكره الرازي عنهم في كتابه المشار إليه : إن بعضهم قد ذهب إلى أن الله بكى على أهل طوفان نوح.
ومن ذلك ما ذكره أيضا الرازي عنهم في الكتاب المذكور : أنهم زعموا أن نبيهم محمدا " ص " قال : لما قضى الله بين خلقه استلقى قفاه ثم وضع إحدى رجليه على الأخرى ثم قال : لا ينبغي لأحد أن يجلس بهذه الكيفية.
(قال عبد المحمود) : يا لله ويا للعقول ممن يذكر أن رواة مثل هذا الحديث والمصدقين بها مسلمون أو عقلاء أو مستبصرون ، لقد قبحوا ذكر ربهم ونبيهم بما لم يبلغ إليه أعداؤهم ، فهل يقتدي بهؤلاء عاقل أو يثق بهم فاضل.
ومن ذلك ما ذكره الرازي أيضا عنهم في الكتاب المذكور : أن أعرابيا جاء إلى نبيهم فقال : يا رسول الله هلكت الأنفس وجاعت العيال وهلكت الأموال فاستسق لنا ربك ، فإنا نستشفع بالله عليك وبك على الله. فقال : سبحان الله سبحان الله فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجهه أصحابه ، ثم قال : ويحك أتدري ما الله؟ الله شأنه أعظم من ذلك أنه لا يستشفع به على أحد ، إنه لفوق سماواته عرشه وإنه عليه لهكذا وأشار وقب بيده مثل القبة ، قال : الرازي وأشار أبو الأزهر أيضا يئط به أطيط بالراكب.
(قال عبد المحمود) : وروي في الجمع بين الصحيحين للحميدي في مسند أبي هريرة في الحديث الثامن بعد الثلاث مائة من المتفق عليه قال أبو هريرة عن نبيهم : إن يد الله ملأ لا يغيضها نفقة سخاء الليل والنهار. وقال : أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض ، فإنه لم يغض ما في يده وكان عرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع (١).
وروى الحميدي في كتاب الجمع بين الصحيحين في المتفق عليه مسند
__________________
(١) رواه البخاري في صحيحه : ٨ / ١٧٣. لا تغيضها : أي لا تنقصها.