وأنه قد نام قلبه حتى لم يحس بخروج الوقت ، وكل ذلك يشهد عليهم بالمناقضة في رواياتهم وسوء مقالاتهم وتكذيب أنفسهم.
ومن ذلك ما رواه في الجمع بين الصحيحين للحميدي أيضا في الحديث الخامس من المتفق عليه من مسند جابر بن عبد الله أن عمر جاء يوم الخندق بعد ما غربت الشمس ، فجعل يسب كفار قريش وقال : يا رسول الله ما كدت أصلى العصر حتى كادت الشمس تغرب فقال النبي " ص " : ما صليتها : قال : فقمنا إلى بطحان فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها فصلى العصر بعد ما غربت الشمس ، ثم صلى بعدها المغرب (١).
(قال عبد المحمود) : هل كان يحسن من مسلم أو من يتبع المسلمين أو من يلزم التقية المسلمين أو من يريد للإسلام خيرا أن يروي مثل الحديث ويصدق رواته ويصححه ومذهب المسلمين إن من تعذر عليه الصلاة على الاختيار فليصلها صلاة الخوف وصلاة شدة الخوف ، ولهم في أداء الصلاة وأنها لا تسقط مع بقاء التكليف بها تفصيلات طويلة حتى أن فيهم من يقول إنه تصلى عند اضطراب السيوف وذهاب الأرواح بالتسبيح فقط ، فكيف استجازوا مع ذلك أن يصدقوا عن نبيهم ويشهدوا عليه أنه ترك الصلاة بالكلية حتى خرج وقتها ، مع أن عمر ما تركها أما كان لعمر أسوة برسول الله " ص " في ترك الصلاة إن كان تركها ، وهذه رواية يكذبها عترة نبيهم وينكرها خاصة.
ومن ذلك ما رواه الجمع بين الصحيحين للحميدي أيضا في الحديث الرابع والأربعين من أفراد مسلم من مسند عائشة قالت : دخل على رسول الله " ص " رجلان ، فكلماه بشئ لا أدري ما هو ، فأغضباه ، فلعنهما وسبهما ، فلما خرجا قلت : يا رسول الله ما أصاب أحد من الخير شيئا ما أصابه هذان ، قال :
__________________
(١) رواه مسلم في صحيحه : ١ / ٤٣٨.