حين دخل ، ما سمع تلك الحكاية ، بل سمع هذا القدر ، فظن أنه صلىاللهعليهوسلم إنما حكاه عن نفسه ، وعن مذهبه.
الثاني : لعله عليهالسلام قال : «فحج آدم موسى» ـ بنصب آدم ـ أي أن موسى غلبه وجعله محجوجا ، وأن الذي ذكره آدم ليس بحجة ولا بعذر. وقد بينا : أنه لو كان ذلك عذرا، لوجب أن يكون كل الكفار معذورين. وذكرنا أيضا : أن وقوع التفاوت في الإعراب ، في أخبار الآحاد : غير مستبعد.
الثالث : وهو الوجه الأقوى أنه ليس المراد من هذه المناظرة : الذم على المعصية ، ولا الاعتذار منه بعلم الله. بل موسى صلىاللهعليهوسلم سأله عن السبب الحامل له على تلك الزلة ، حتى خرج بسببها من الجنة. فقال آدم صلىاللهعليهوسلم : إن خروجي من الجنة ، ما كان بسبب تلك الزلة ، بل كان بسبب أن الله كان قد كتب عليّ أني أخرج إلى الأرض ، وأكون خليفة فيها. وهذا المعنى كان مكتوبا في التوراة ، فلا جرم كانت حجة آدم قوية ، وصار موسى عليهالسلام في ذلك كالمغلوب.
الرابع : إن قوله : «كيف تلومني على أمر قدره الله عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة»؟ ليس المراد من لفظ التقدير هاهنا : الخلق والتكوين. لأن فعل الإنسان ، قبل خلق ذاته بأربعين سنة : محال. بل المراد من هذا التقدير : هو أنه تعالى كتب ذلك في اللوح المحفوظ. والتقدير بهذا التفسير مما لا نزاع في إثباته البتة.
فهذا جملة كلام المعتزلة على استدلال أصحابنا بهذا الخبر :
والجواب :
أما قوله : «رواية أبي هريرة مضطربة في هذا الخبر» قلنا : جميع الروايات مشتملة على التعليل بتقدير الله. ودليلنا : هو هذا القدر المشترك.
قوله ثانيا : «كيف يشافه الولد والده بالسوء ، لا سيما إذا كان الولد من