الْعَذابِ ، وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً) وإنما ذكروا ذلك جزاء لهم على إضلالهم. فلو كان الإضلال من الله. فانظر ما يلزم. وأيضا : حكى الله عن الكفار أنهم قالوا : (وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ) (١) وأما بيان أن إبليس اعترف بذلك. فهو قوله تعالى حكاية عنه (لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً) (٢) وهذا نص صريح في أن متابعة الشيطان إنما حصل [بسبب الشيطان (٣)] لا لأن الله تعالى أضلهم. قال الشيطان : (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ) وهذا اعتراف منه بأن الإضلال ليس من الله. ثم قال : (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ) (٤) وهذا صريح في ذلك. ثم قال : (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ) (٥) وهذا تهديد ووعيد على من فعل ذلك. ولو كان ذلك من خلق الله ، فكيف يليق إلحاق الوعيد والتهديد به؟ فثبت بمجموع ما ذكرنا : أن الإله والأنبياء والمؤمنين والكافرين وإبليس اللعين ، اعترفوا بأن هذه الذنوب ليست من الله. فمن قال إنها من الله فقد خالف الصديق والزنديق والرحمن والشيطان.
__________________
(١) سورة الشعراء ، آية : ٩٩.
(٢) سورة الشعراء ، آية : ٩٩.
(٣) من (ط ، ل).
(٤) سورة النساء ، آية : ١١٩.
(٥) سورة النساء ، آية : ١١٩.