ثمّ إنّه أفرد كتابا بعنوان التوحيد يتّفق في موضوعه مع اصول الكافي وله علل الشرائع وهو أوضح في الدلالة على المقصود ، وأوضح منه ما ورد في اعتقادات الصدوق.
الوجه الخامس : ما ورد في ديباجة الكافي يشهد على بُطلان الزعم المذكور ؛ إذ بيّن الكليني أنّه سيتبع المنهج الروائي في تحصيل الأحاديث الشريفة ، بل صرّح بعجز العقل عن إدراك جميع الأحكام ، وأنّ المُدْرَك منها ما هو إلاّ أقلّها.
الوجه السادس : إنّ سهل بن زياد نفسه كان من مشهوري الرواة ، ومنهجه روائي بحت ، وليست له آراء عقليّة في مرويّاته حتّى يُدعى تأثّره بالمنهج العقلي ، كما أنّ مرويّاته في الكافي لم تنحصر باصوله التي ردّت على الأفكار والاتّجاهات السائدة في ذلك العصر ، وإنّما كان جلّها في الأحكام الشرعية الفرعيّة التي لا تختلف بين روّاد مدرستي قم وبغداد ؛ لأنّها من الامور التوقيفيّة التي لا دخل للآراء العقليّة في صياغتها.