( م ٦٧٤ هـ ) ، أظهر التصنيف الجديد للحديث ، ثمّ تطوّر على يد تلميذه العلاّمة الحلّي ( م ٧٢٦ هـ ) ، إذ قسّموا الحديث إلى أقسامه المعروفة ، وهي :
١ ـ الصحيح : وعرّفوه بأنّه ما اتّصل سنده إلى المعصوم عليهالسلام بنقل الإمامي العدل عن مثله في جميع الطبقات (١) ، وهو كما ترى لا ينطبق على متعارف المحمّدين الثلاثة في إطلاق الصحيح.
٢ ـ الحَسَن : وهو ما اتصل سنده إلى المعصوم عليهالسلام بإماميّ ممدوح مدحاً معتدّاً به ، من غير نصّ على عدالته ، مع تحقّق ذلك في جميع مراتب السند ، أو في بعض مراتبه ولو في واحدٍ ، مع كون باقي رجال السند من رجال الصحيح (٢).
٣ ـ الموثّق : وهو ما دخل في طريقه من نصّ الأصحاب على توثيقه مع فساد عقيدته ، ولم يشتمل باقي السند على ضعيف. ويقال له : القوي ، وقد يميّز بينهما بإطلاق القوي على مرويّ الإماميّ الذي لم يُمدح ولم يُذمّ (٣).
٤ ـ الضعيف : وهو ما لم تجتمع فيه شروط أيٍّ من الأصناف الثلاثة المتقدّمة (٤).
ثمّ حاول المتأخّرون وشرّاح الكافي تطبيق هذا الاصطلاح على أحاديث الكافي حتى بلغ الضعيف من أحاديث الكافي ـ بحسب الاصطلاح الجديد ـ (٩٤٨٥) حديثاً ، وما تبقّى من الأحاديث موزّعاً كالآتي : الصحيح / (٥٠٧٢) حديثاً ، والحسن / (١٤٤) حديثاً والموثّق / (١١٢٨) حديثاً.
وقد علمت أنّ تطبيق الاصطلاح على أحاديث الكافي لم يُلحظ فيه ما جرى عليه ثقة الإسلام من إطلاق لفظ الصحيح على ما اقترن بالقرائن المتقدّمة التي صار فقدان معظمها سبباً للتصنيف الجديد.
__________________
(١) وصول الأخيار ، ص ٩٢ ؛ الدراية ، ص ١٩ ؛ الرواشح السماوية ، ص ٤٠ ؛ مقباس الهداية ، ج ١ ، ص ١٤٦ و ١٥٧.
(٢) وصول الأخيار ، ص ٩٥ ؛ الدراية ، ص ٢١ ؛ الرواشح السماوية ، ص ٤١ ؛ مقباس الهداية ، ج ١ ، ص ١٦٠ ؛ نهاية الدراية للصدر ، ص ٢٥٩.
(٣) وصول الأخيار ، ص ٩٧ ؛ الدراية ، ص ٣٣ ؛ الرواشح السماويّة ، ص ٤١ ؛ المقباس ، ج ١ ، ص ١٦٨ ؛ نهاية الدراية ، ص ٢٦٤.
(٤) وصول الأخيار ، ص ٩٨ ؛ الدراية ، ص ٢٤ ؛ الرواشح السماوية ، ص ٤٢ ؛ المقباس ، ج ١ ، ص ١٧٧ ؛ نهاية الدراية ، ص ٢٦٦.