[١٩] (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما) أي القرآن الذي (أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُ) فيستجيب (كَمَنْ هُوَ أَعْمى) القلب لا يستبصر فلا يستجيب (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) أصحاب العقول.
[٢٠] (الَّذِينَ) صفة (من يعلم) (يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ) الذي أخذه عليهم بالإيمان (وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ) كما ينقضه الكفار ، وهذه عبارة أخرى عن الوفاء بالعهد.
[٢١] (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) فإن الله أمر بوصل الرسل والمؤمنين والأقرباء (وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) فلا يخالفوه (وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) أي الحساب السيئ ، والمراد به في الحساب.
[٢٢] (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ) طلب رضى (وَجْهِ رَبِّهِمْ) أي ذاته (وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً) أي في الخفاء وفي العلانية ، أي في كل حال (وَيَدْرَؤُنَ) يدفعون بواسطة الحسنة التي يأتون بها (السَّيِّئَةَ) فإن الحسنات يذهبن السيئات (أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ) العاقبة الحميدة في الدار الآخرة.
[٢٣] (جَنَّاتُ) بساتين (عَدْنٍ) إقامة (يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ) أولادهم فإن الصالح من الجميع يجتمعون في الجنة فينعمون باجتماعهم (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ) أبواب الجنة ، أو أبواب دورهم.
[٢٤] قائلين لهم : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ) بسبب صبركم (فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ).
[٢٥] (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ) ما وثقوه (وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) أي ما أمر بوصله (وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) بالكفر والعصيان (أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ) البعد من رحمة الله (وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) الدار السيئة وهي جهنم.
[٢٦] (اللهُ يَبْسُطُ) أي يوسع (الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) أي يضيق (وَفَرِحُوا) الكفار (بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ) بالنسبة إلى الآخرة (إِلَّا مَتاعٌ) قليل فاللازم أن يعمل الإنسان للآخرة.
[٢٧ ـ ٢٨] (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ) أي على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ) آية نقترحها (قُلْ إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ) ممن أعرض عن الحق ، إذ المعجزة الكافية قد جاء بها الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فاقتراح الآيات ليس إلا عنادا والمعاند يتركه الله حتى يضل (وَيَهْدِي إِلَيْهِ) إلى نفسه (مَنْ أَنابَ) رجع بالطاعة. (الَّذِينَ) بدل (من أناب) (آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ) فإن تذكر الله يوجب طمأنينة القلب للاعتماد عليه سبحانه في السراء والضراء (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).