[١٠١] (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ) فإن من يقرأ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عليه آيات الله يلزم أن يكون بعيدا عن الكفر (وَفِيكُمْ رَسُولُهُ) محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم قائم لهدايتكم فكيف تكفرون (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ) بأن يتمسك بدين الله (فَقَدْ هُدِيَ) اهتدى (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) وهو طريق الإسلام.
[١٠٢] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ) أي خافوه (حَقَّ تُقاتِهِ) أي حق التقوى وحق اتباع الأوامر (وَلا تَمُوتُنَ) نهي عن الكفر الموجب لأن يموت الإنسان كافرا (إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
[١٠٣] (وَاعْتَصِمُوا) أي تمسكوا (بِحَبْلِ اللهِ) أي دينه (جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) أي لا تختلفوا في الحق (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ) أي الإيمان (إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً) في الجاهلية (فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ) بالإسلام (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ) أي بسبب نعمة الله (إِخْواناً) حال أحدكم بالنسبة إلى الآخر كحال الأخ بالنسبة إلى أخيه (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا) شفه ، طرف (حُفْرَةٍ) يراد بها جهنم (مِنَ النَّارِ) بيان (حفرة) فإنهم إذا ماتوا في حالة الجاهلية وقعوا في جهنم (فَأَنْقَذَكُمْ) الله أي نجاكم (مِنْها) أي من النار بهدايتكم إلى الإسلام (كَذلِكَ) أي هكذا (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) أي لأجل هدايتكم.
[١٠٤] (وَلْتَكُنْ) أمر (مِنْكُمْ) للنشوء لا للتبعيض وذلك بدليل آخر الآية (المفلحون) وإلا لزم عدم فلاح غير الآمر الناهي (أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
[١٠٥] (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا) كاليهود والنصارى (وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ) الأدلة الواضحات (وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ).
[١٠٦] (يَوْمَ) أي ذلك العذاب العظيم إنما هو في يوم (تَبْيَضُّ وُجُوهٌ) ببياض النور والسرور (وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) بسواد الحزن والظلمة (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ) أي يقال لهم على طريق التعنيف والتوبيخ (بَعْدَ إِيمانِكُمْ) إما المراد أهل الكتاب والذين كفروا بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد إيمانهم بالأنبياء السابقين أو مطلق من كفر بعد إيمانه (فَذُوقُوا) أمر إهانة (الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) أي بسبب كفركم.
[١٠٧] (وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ) أي المؤمنون (فَفِي رَحْمَتِ اللهِ هُمْ فِيها) في رحمة ، كرر للتأكيد (خالِدُونَ).
[١٠٨] (تِلْكَ) التي ذكرناها من الوعد والوعيد (آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ) يا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (بِالْحَقِ) فليست الآيات باطلة (وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ) فعقابه إنما هو عدل وبالاستحقاق.