فقال عليّ (عليهالسلام) :
أنا الّذي سمّتني أمّي حيدره |
|
كليث غابات كريه المنظرة |
أو فيكم بالصّاع كيل السّندره
قال : فضربه ففلق رأس مرحب فقتله ، وكان الفتح على يد عليّ (عليهالسلام) (١).
قال أبو محمّد عبد الله بن مسلم (٢) : سألت بعض آل أبي طالب عن قوله : «أنا الّذي سمّتني أمّي حيدره» فذكر أنّ أمّ عليّ كانت فاطمة بنت أسد ، فلمّا ولدت عليّا وأبو طالب غائب سمّته أسدا باسم أبيها ، فلمّا قدم أبو طالب كره هذا الّذي سمّته به أمّه وسمّاه عليّا ، فلمّا رجز عليّ يوم خيبر ، ذكر الاسم الّذي سمّته أمه ، قال : وحيدرة اسم من أسماء الأسد ، والسّندرة شجرة يعمل منها القسيّ ، والسندرة في الحديث يحتمل أن يكون مكيالا يتّخذ من هذه الشجرة ، ويحتمل السندرة أيضا أن يكون امرأة تكيل كيلا وافيا (٣).
__________________
(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٢ / ١١١ ط مصر ، و ٢ ق ١ ص ٨٠ ـ ٨١ ط ليدن ، بالإسناد إلى عكرمة بن عمار ، وهكذا أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ٤ / ٥٢ ، وأخرجه الحافظ القشيري في صحيحه ١٤٣٣ ط محمّد فؤاد عبد الباقي وج ٥ ص ١٨٩ ط صبيح ، بالإسناد إلى عكرمة في حديث طويل ونص الحديث في ص ١٤٤٠ ـ ١٤٤١.
وهكذا أخرجه الحاكم النيسابوري في مستدركه ٣ / ٣٨ بالإسناد إلى عكرمة ، والحافظ البيهقي في سننه ٩ / ١٣١ ، والحافظ الدمشقي في البداية والنهاية ٤ / ١٨٨. والعلامة النويري في نهاية الإرب ١٧ / ٢٥٢.
(٢) يعني عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري الكاتب.
(٣) في هامش الأصل نقلا عن هامش النسخة المنقولة منها ما نصه : قال ابن قتيبة : والسندرة في هذا الحديث يحتمل أن يكون مكيالا يتخذ من هذه الشجرة سمّي باسمها كما سمّي القوس نبعة باسم الشجرة التي اتخذت منها ، فإن كانت السندرة كذلك ، فإني أحسب الكيل جرافا فيه إفراط ، لأن من شأنهم أن يضيفوا المحاباة للطعن والضرب بالوفاء والزيادة وفي رواية : أوفيهم بالصاع كيل السندرة.
أقول : وفي اللسان : قال أبو العباس أحمد بن يحيى : لم تختلف الرواة أن هذه الأبيات لعلي (عليهالسلام) ، واختلفوا في السندرة ، فقال ابن الأعرابي وغيره : هو مكيال كبير ضخم مثل القنقل والجراف ، أي أقتلكم قتلا واسعا كبيرا ذريعا ، وقيل : السندرة امرأة كانت تبيع القمح وتوفي الكيل : أي أكيلكم كيلا وافيا. وقال آخر : السندرة : العجلة والنون زائدة ، يقال : رجل سندري : إذا كان عجلا في أموره حادا ، أي أقاتلكم بالعجلة وأبادركم قبل الفرار.