شيخ صالح من أهل مكّة ، حدّثنا دينار بن عبد الله الأنصاريّ ، حدّثنا محمّد بن جنيد ، عن الأعمش ، عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله (صلىاللهعليهوآله) : كنت ذات يوم في المسجد أصلّي ، إذ هبط عليّ ملك له عشرون رأسا ، فوثبت لأقبّل رأسه ، فقال : مه يا محمّد أنت أكرم على الله من أهل السّماوات وأهل الأرضين أجمعين ، وقبّل رأسي ويدي فقلت : حبيبي جبرئيل ما هذه الصورة الّتي لم تهبط عليّ في مثلها قطّ؟ قال : ما أنا بجبرئيل ولكن أنا ملك يقال لي محمود ، بين كتفي مكتوب «لا إله إلّا الله محمّد رسول الله» بعثني الله أزوّج النّور بالنّور قلت : ما النّور؟ قال : فاطمة من عليّ ، وهذا جبرئيل وإسرافيل وإسماعيل صاحب السّماء الدّنيا وسبعون ألف ملك من الملائكة قد حضروا.
فقال النبيّ (صلىاللهعليهوآله) : يا عليّ قد زوّجتك على ما زوّجك الله من فوق سبع سماواته ، ثمّ التفت النبيّ (صلىاللهعليهوآله) إلى محمود فقال : منذ كم كتب هذا بين كتفيك؟ فقال : من قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام ، وناوله جبرئيل قدحا فيه خلوق من الجنّة وقال : حبيبي مر فاطمة أن يلطخ رأسها وبدنها من هذا الخلوق ، فكانت فاطمة (عليهاالسلام) إذا حكّت رأسها شمّ أهل المدينة رائحة الخلوق (١).
٣٩٧ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو محمّد عبيد الله بن محمّد بن عابد الخلّال ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد البراثيّ حدّثنا الحسن بن حمّاد سجادة ، حدّثنا يحيى بن معلّى ، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أنس : أنّ أبا بكر خطب فاطمة إلى النبيّ (صلىاللهعليهوآله) فلم يردّ إليه جوابا ، ثمّ خطبها عمر فلم يردّ إليه جوابا ، ثمّ جمعهم فزوّجها عليّ بن أبي طالب. وقيل : أقبل على أبي بكر وعمر فقال: إنّ الله ـ عزوجل ـ أمرني أن أزوّجها من عليّ ، ولم يأذن لي في إفشائه إلى هذا
__________________
(١) أخرجه من طريق مؤلفنا ابن المغازلي نقلا عن كتابه الذي بين يديك الشيخ عبد الله الشافعي في مناقبه المخطوط ١٨٦ ، وفي الباب حديث عليّ (عليهالسلام) ، أخرجه الخوارزمي في المناقب ٢٣٨ ، ولكن ذكر فيه أن الملك كان أسمه صرصائيل ، وحديث نزول الملك تراه أيضا في ذخائر العقبى ٣٣ قال : خرجه الغسّاني.