الربعيّ (١) المعروف بابن البطريق (٦٠٠ ـ ٥٢٣) ، حيث سكن بغداد مدّة ثمّ واسطا ، فظهر عند ذلك على كتاب المناقب هذا وأخذ منه نسخة يرويها عن أبي بكر بن الباقلانيّ ، عن ابن المؤلف ، عن والده المصنّف ، فأودع في كتاب مناقبه (٢) المعروف بالعمدة ٢٥٦ حديثا من أحاديث هذا الكتاب ، وأمّا سائر متكلّمي الشيعة ومحدثيهم فالظاهر أنّهم كانوا يحتجون بأحاديث الكتاب نقلا عن ابن البطريق وكتابه العمدة.
نسخ الكتاب :
توجد اليوم نسخة من كتاب المناقب هذا في مكتبة مير حامد حسين بلكنهو ولكنها على ما سمعت غير كاملة ، وقد انتسخ منها شيخنا فقيد العلم والثقافة العلامة الأمينيّ مؤلف الغدير ـ قدّس الله سرّه ـ نسخة بخط يده أودعها في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عليهالسلام) العامّة بالنجف الأشرف.
ونسخة ثانية كاملة جعلناها أصلا لطبعتنا هذه ، وهي مصحّحة معارضة بنسخة مصححة أخرى ، وكان يحتفظ بها في مكتبة إمام اليمن ، وهي اليوم ـ بحمد الله ـ يحتفظ بها في المكتبة الإسلامية الكبرى بطهران ، الّذي أسّسها العلم الحجة الشيخ عباس علي الإسلاميّ الواعظ الشهير ، دام ظله ، وقد أخذت منها بتاريخ ٧ / ٧ / ١٣٥٢ صورتان بالميكروفيلم ، يحتفظ بهما في مخزن المخطوطات بجامعة طهران تحت الرقم ٤٢٠٦ و ٤٢٠٧ ، ومنها الصور الفوتوغرافية الّتي يراها القارئ الكريم في هذه المقدمة ، وهكذا أخذت منها صورة فوتوكوبي لمكتبة آية الله العلامة الحجة السيد شهاب الدين النجفي المرعشي بقم دامت بركاته ، فأرسل إلينا النسخة الفوتوكوبي وأمرنا بطبعه.
__________________
(١) ترجمة ابن النجار في ذيله على تاريخ بغداد وذكره عنه ابن حجر في لسان الميزان ٦ / ٢٤٧.
(٢) اشتهر كتابه بالعمدة ، لقوله في مقدمة الكتاب ص ٧ مشيرا إلى مصادر الأحاديث المستخرجة فيه ومنها كتاب المناقب لابن المغازلي الشافعي :
«فهذه عمدة كتب الإسلام التي عليها عمل المستبصر عند أربابها وبها حجة المستنصر عند طلابها» ... الخ.