الحر شديد ولا نستطيع الخروج فلا ننفر في الحر ، فأنزل الله : (قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا) الآية.
وأخرج عن محمد بن كعب القرظي قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم في حر شديد إلى تبوك ، فقال رجل من بني سلمة : لا تنفروا في الحر ، فأنزل الله : (قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا) الآية.
وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق ابن إسحاق عن عاصم بن عمرو بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بن حزم قال : قال رجل من المنافقين : لا تنفروا في الحر ، فنزلت (١).
الآية : ٨٤ ـ قوله تعالى : (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً).
عن يحيى بن سعيد القطان : حدثنا عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : لما توفي عبد الله بن أبيّ جاء ابنه إلى رسول الله صلوات الله عليه ، وقال : أعطني قميصك حتى أكفنه فيه ، وصلّ عليه واستغفر له. فأعطاه قميصه ، ثم قال : «آذني حتى أصلي عليه». فآذنه ، فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر بن الخطاب وقال : أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين؟ فقال : «أنا بين خيرتين : أستغفر لهم أو لا أستغفر». فصلى عليه ، ثم نزلت عليه هذه الآية : (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ) فترك الصلاة عليهم (٢).
الآية : ٩١ ـ قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٩١).
قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ) الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن ثابت
__________________
(١) السيوطي ١٤٥ ، وتفسير الطبري ، ج ١٠ / ١٣٩.
(٢) تفسير الطبري ، ج ١٠ / ١٤١ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٢ / ٣٧٩ ، ورواه البخاري ومسلم في صحيحيهما. البخاري : الجنائز ، باب : الكفن في القميص الذي يكف .. ، رقم : ١٢١٠ ، ومسلم : أوائل صفات المنافقين وأحكامهم ، رقم : ٢٧٧٤ ، والنيسابوري ٢١٦.