الآية : ٨٨ ـ قوله تعالى : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (٨٨).
أخرج ابن إسحاق وابن جرير من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال : أتى النبي صلىاللهعليهوسلم سلام بن مشكم في عامّة يهود سمّاهم ، فقالوا : كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا؟ وإنّ هذا الذي جئت به لا نراه متناسقا كما تناسق التوراة؟ فأنزل علينا كتابا نعرفه ، وإلّا جئناك بمثل ما تأتي به ؛ فأنزل الله تعالى : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (٨٨) (١)!!!.
الآية : ٩٠ ـ قوله تعالى : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً) (٩٠).
روى عكرمة ، عن ابن عباس (٢) : أن عتبة ، وشيبة ، وأبا سفيان ، والنضر بن الحارث ، وأبا البختري ، والوليد بن المغيرة ، وأبا جهل ، وعبد الله بن أبي أمية ، وأمية بن خلف ، ورؤساء قريش ، اجتمعوا على ظهر الكعبة ، فقال بعضهم لبعض : ابعثوا إلى محمد وكلموه وخاصموه حتى تعذروا به ، فبعثوا إليه أن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك ، فجاءهم سريعا ، وهو يظن أنه بدا في أمره بداء ، وكان عليهم حريصا ، يحب رشدهم ويعز عليه تعنتهم ، حتى جلس إليهم ، فقالوا : يا محمد ، إنا والله لا نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك ، لقد شتمت الآباء ، وعبت الدين ، وسفهت الأحلام ، وشتمت الآلهة ، وفرقت الجماعة ، وما بقي أمر قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك ، فإن كنت أن ما جئت به لتطلب به مالا جعلنا لك من أموالنا ما تكون به أكثرنا مالا ، وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سوّدناك علينا ، وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا ، وإن كان هذا الرئيّ الذي يأتيك تراه قد غلب عليك ـ وكانوا يسمون التابع من الجن الرئي ـ بذلنا أموالنا في طلب الطب لك حتى نبرئك منه أو نعذر فيك. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما بي ما تقولون ، ما جئتكم بما جئتكم به لطلب أموالكم ، ولا للشرف فيكم ، ولا الملك عليكم ، ولكن الله عزوجل بعثني إليكم
__________________
(١) السيوطي ١٧٣ ، وتفسير الطبري ، ج ١٥ / ١٠٦ ـ ١٠٧.
(٢) النيسابوري ٢٤٧.