خلاف قومه إياه ، وإنكارهم ما جاء به من النصيحة فأحزنه حزنا شديدا فأنزل الله : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ) الآية.
وأخرج ابن مردويه أيضا عن ابن عباس قال : أنزلت : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ) فقيل : يا رسول الله ، سنين أو شهورا؟ فأنزل الله : (سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) (٢٥) [سورة الكهف ، الآية : ٢٥] (١).
الآية : ٢٣ ـ قوله تعالى : (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً) (٢٣).
وأخرجه ابن جرير عن الضحاك ، وأخرجه ابن مردويه أيضا عن ابن عباس قال : حلف النبي صلىاللهعليهوسلم على يمين ، فمضى له أربعون ليلة ، فأنزل الله : (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً) (٢٣) (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) (٢).
الآية : ٢٨ ـ قوله تعالى : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) (٢٨).
قوله تعالى : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ) الآية. تقدّم سبب نزولها في سورة الأنعام في حديث خباب.
قوله تعالى : (وَلا تُطِعْ) الآية. أخرج ابن مردويه من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله : (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا) قال : نزلت في أمية بن خلف الجمحي ، وذلك أنه دعا النبي صلىاللهعليهوسلم إلى أمر كرهه الله ، من طرد الفقراء عنه ، وتقريب صناديد أهل مكة فنزلت.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع قال : حدثنا أن النبي صلىاللهعليهوسلم تصدى لأمية بن خلف وهو ساه غافل عما يقال له فنزلت.
__________________
(١) السيوطي ، ١٧٦ ـ ١٧٧ ، وتفسير الطبري ، ج ١٥ / ١٢٦ ـ ١٢٧ ، وفي سنده مجهول.
(٢) انظر تفسير الطبري ، ج ١٥ / ١٥١ ـ ١٥٢.