قوله تعالى : (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَ) الآية. نزلت في أبي بكر رضي الله عنه (١).
قال عطاء ، عن ابن عباس : يريد أبا بكر ، وذلك أنه حين أسلم أتاه عبد الرحمن ابن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعثمان وطلحة والزبير ، فقالوا لأبي بكر رضي الله عنه : آمنت وصدقت محمدا ـ عليهالسلام ـ؟ فقال أبو بكر : نعم ، فأتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فآمنوا وصدقوا ، فأنزل الله تعالى يقول لسعد : (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَ) يعني أبا بكر رضي الله عنه (٢).
الآية : ٢٧ ـ قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ).
قال المفسرون : سألت اليهود رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الروح ، فأنزل الله : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (٨٥) [سورة الإسراء ، الآية : ٨٥]. فلما هاجر رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى المدينة أتاه أحبار اليهود فقالوا : يا محمد ، بلغنا عنك أنك تقول : (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (٨٥) أفتعنينا أم قومك؟ فقال : «كلّا قد عنيت». قالوا : ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة ، وفيها علم كل شيء؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هي في علم الله سبحانه قليل ، ولقد آتاكم الله تعالى ما إن عملتم به انتفعتم به». فقالوا : يا محمد ، كيف تزعم هذا وأنت تقول : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) [سورة البقرة ، الآية : ٢٦٩] ، وكيف يجتمع هذا : علم قليل وخير كثير؟ فأنزل الله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ) الآية (٣).
الآية : ٣٤ ـ قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ).
نزلت في الحارث بن عمرو بن حارثة بن محارب بن حفصة من أهل البادية ، أتى النبي صلىاللهعليهوسلم فسأله عن الساعة ووقتها ، وقال : إن أرضنا أجدبت ، فمتى ينزل الغيث؟
__________________
(١) تفسير القرطبي ، ج ١٤ / ٦٦.
(٢) انظر زاد المسير ، ج ٦ / ٣٢٠ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٣ / ٤٤٥.
(٣) انظر تفسير الطبري ، ج ٢١ / ٥٠ ـ ٥١ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٤ / ٧٦ ـ ٧٧ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٣ / ٤٥١.