كلام ابنة عمي لأتزوجنها من بعده ، فأنزل الله هذه الآية. قال ابن عباس : فأعتق ذلك الرجل رقبة وحمل على عشرة أبعرة في سبيل الله ، وحجّ ماشيا توبة من كلمته (١).
قوله تعالى : (وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ) الآية. قال ابن عباس ، في رواية عطاء : قال رجل من سادة قريش : لو توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم لتزوجت عائشة. فأنزل الله تعالى ما أنزل (٢).
الآية : ٥٦ ـ قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ).
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة قال : قيل للنبي صلىاللهعليهوسلم : قد عرفنا السلام عليك ، وكيف الصلاة عليك؟ فنزلت : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (٥٦) (٣).
عن الأصمعي قال : سمعت المهدي على منبر البصرة يقول : إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته ، فقال : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (٥٦) آثره صلىاللهعليهوسلم بها من بين الرسل ، واختصكم بها من بين الأنام ، فقابلوا نعمة الله بالشكر (٤).
وعن عثمان الواعظ يقول : سمعت الإمام سهل بن محمد بن سليمان يقول : هذا التشريف الذي شرف الله تعالى به نبينا صلىاللهعليهوسلم بقوله : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ) أبلغ وأتم من تشريف آدم بأمر الملائكة بالسجود له ، لأنه لا يجوز أن يكون الله مع الملائكة في ذلك التشريف ، وقد أخبر الله تعالى عن نفسه بالصلاة على النبي ، ثم عن الملائكة بالصلاة عليه ، فتشريف صدر عنه أبلغ من تشريف تختص به الملائكة ، من غير جواز أن يكون الله معهم في ذلك (٥).
__________________
(١) السيوطي ٢٣٢ ، والدر المنثور ، ج ٦ / ٤١٦ ، وتفسير الطبري ، ج ٢٢ / ٢٦ ـ ٢٧ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٣ / ٥٠٦.
(٢) تفسير القرطبي ، ج ١٤ / ٢٢٨.
(٣) مسند أحمد ، ج ٤ / ١١٨ ـ ٢٤١ ، وابن أبي شيبة في مصنفه ، ج ٢ / ٥٠٧ ـ ٥٠٨.
(٤) أسباب النزول للنيسابوري ٣٠٠.
(٥) النيسابوري ، ٣٠٠ ـ ٣٠١.