الآية : ١٠٩ ـ قوله تعالى : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ).
قال ابن عباس : نزلت في نفر من اليهود ، قالوا للمسلمين بعد وقعة أحد : ألم تروا إلى ما أصابكم ، ولو كنتم على الحق ما هزمتم ، فارجعوا إلى ديننا فهو خير لكم.
وعن الزهري قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه : أن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعرا ، وكان يهجو النبي صلىاللهعليهوسلم ويحرض عليه كفار قريش في شعره ، وكان المشركون واليهود من المدينة حين قدمها رسول الله صلىاللهعليهوسلم يؤذون النبي صلىاللهعليهوسلم وأصحابه أشد الأذى ، فأمر الله تعالى نبيه بالصبر على ذلك والعفو عنهم ، وفيهم نزلت : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) إلى قوله : (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا) (١).
الآية : ١١٣ ـ قوله تعالى : (وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ).
نزلت في يهود أهل المدينة ونصارى أهل نجران ، وذلك : أن وفد نجران لما قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتاهم أحبار اليهود ، فتناظروا حتى ارتفعت أصواتهم ، فقالت اليهود : ما أنتم على شيء من الدين ، وكفروا بعيسى والإنجيل ، وقالت لهم النصارى : ما أنتم على شيء من الدين ، فكفروا بموسى والتوراة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (٢).
الآية : ١١٤ ـ قوله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ).
نزلت في ططلوس الرومي وأصحابه من النصارى ، وذلك : أنهم غزوا بني إسرائيل ، فقتلوا مقاتلتهم وسبوا ذراريهم ، وحرقوا التوراة ، وخربوا بيت المقدس ، وقذفوا فيه الجيف. وهذا قول ابن عباس في رواية الكلبي.
وقال قتادة : هو بختنصر وأصحابه ، غزوا اليهود وخربوا بيت المقدس ، وأعانتهم على ذلك النصارى من أهل الروم (٣).
__________________
(١) النيسابوري ٢٩ ـ ٣١ ، والسيوطي ١٣ ـ ١٥ ، والدّر المنثور ج ١ / ١٠٧.
(٢) تفسير الطبري ج ١ / ٣٩٤.
(٣) تفسير الطبري ج ١ / ٣٩٧ ، وتفسير ابن كثير ج ١ / ١٥٦.