الله صلىاللهعليهوسلم ، فلما بلغ أربعين سنة قال : (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَ) (١).
الآية : ١٧ ـ قوله تعالى : (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (١٧).
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : نزلت هذه الآية : (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما) في عبد الرحمن بن أبي بكر قال لأبويه وكانا قد أسلما وأبى هو أن يسلم فكانا يأمرانه بالإسلام فيرد عليهما ويكذبهما ويقول : فأين فلان ، وأين فلان ، يعني مشايخ قريش ممن قد مات ، ثم أسلم بعد فحسن إسلامه ، فنزلت توبته في هذه الآية : (وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا) [سورة الأحقاف ، الآية : ١٩]. وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس مثله.
ولكن أخرج البخاري من طريق يوسف بن ماهان قال : قال مروان في عبد الرحمن بن أبي بكر : إن هذا الذي أنزل الله فيه : (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما) فقالت عائشة من وراء الحجاب : ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري.
وأخرج عبد الرزاق من طريق مكي ، أنه سمع عائشة تنكر أن تكون الآية نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر وقالت : إنما نزلت في فلان وسمّت رجلا. قال الحافظ ابن حجر : ونفي عائشة أصح إسنادا وأولى بالقبول (٢).
الآية : ٢٩ ـ قوله تعالى : (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) (٢٩).
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : إن الجن هبطوا على النبي صلىاللهعليهوسلم وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة فلما سمعوه قالوا : أنصتوا ، وكانوا تسعة أحدهم زوبعة ، فأنزل الله : (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ) إلى قوله : (ضَلالٍ مُبِينٍ) (٣٢) [سورة الأحقاف ، الآية : ٣٢] (٣).
__________________
(١) النيسابوري ٣١٤ ، وزاد المسير ، ج ٧ / ٣٧٧ ، والدر المنثور ، ج ٦ / ٤١ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٦ / ١٩٤.
(٢) زاد المسير ، ج ٧ / ٣٨٠ ـ ٣٨١ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٦ / ١٩٧ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٤ / ١٥٩.
(٣) السيوطي ، ٢٦٠ ـ ٢٦١ ، وزاد المسير ، ج ٧ / ٣٨٧ ـ ٣٨٨ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٦ / ٢١٠ ـ ٢١٣.