وأخرج البيهقي من وجه آخر عن مجاهد قال : كانوا يعجبون بوجّ ـ واد في الطائف ـ وظلاله وطلحه وسدره ، فأنزل الله : (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (٢٧) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ) (٣٠) (١).
وفي تفسير ابن كثير ، عن أبي سعيد : (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ) (٢٩) قال : الموز.
الآيتان : ٣٩ ـ ٤٠ ـ قوله تعالى : (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ).
قال عروة بن رويم : لما أنزل الله تعالى : (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) (١٤) [سورة الواقعة ، الآيتان : ١٣ ـ ١٤] بكى عمر وقال : يا رسول الله ، آمنا بك وصدقناك ، ومع هذا كله من ينجو منا قليل؟ فأنزل الله تعالى : (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) (٤٠). فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عمر فقال : «يا عمر بن الخطاب ، قد أنزل الله فيما قلت ، فجعل ثلة من الأولين وثلة من الآخرين». فقال عمر : رضينا عن ربنا وتصديق نبينا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من آدم إلينا ثلة ، ومني إلى يوم القيامة ثلة ، ولا يستتمها إلا سودان من رعاة الإبل ممن قال لا إله إلا الله» (٢).
الآية : ٧٥ ـ قوله تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) (٧٥).
وأخرج مسلم عن ابن عباس قال : مطر الناس على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر» ، قالوا : هذه رحمة وضعها الله ، وقال بعضهم : لقد صدق نوء كذا ، فنزلت هذه الآيات : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) (٧٥) حتى بلغ : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) (٨٢) [سورة الواقعة ، الآية : ٨٢] (٣).
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حزرة قال : نزلت هذه الآيات في رجل من الأنصار في غزوة تبوك ، نزلوا الحجر فأمرهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن لا يحملوا من مائها شيئا ، ثم ارتحل ونزل منزلا آخر وليس معهم ماء ، فشكوا ذلك إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقام فصلى ركعتين ثم دعا ، فأرسل الله سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا منها. فقال رجل من الأنصار
__________________
(١) السيوطي ٢٨٢ ، وانظر تفسير ابن كثير ، ج ٤ / ٢٨٨.
(٢) النيسابوري ، ٣٣٢ ـ ٣٣٣ ، وهذه الرواية لا تصح ، فقد ذكرها النيسابوري بغير إسناد.
(٣) صحيح مسلم برقم ١٢٧ / ٧٣ ، كتاب الإيمان.