نستكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله. فقالت : نعم ما أمرنا به ، فجعلا يقولان ، فغفل العدو عن ابنه ، فساق غنمهم وجاء بها إلى أبيه ، وهي أربعة آلاف شاة ، فنزلت هذه الآية (١).
عن عمار بن معاوية ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر بن عبد الله قال : نزلت هذه الآية : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) في رجل من أشجع كان فقيرا ، خفيف ذات اليد كثير العيال ، فأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسأله فقال : «اتق الله واصبر». فرجع إلى أصحابه فقالوا : ما أعطاك رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ فقال : ما أعطاني شيئا ، قال : «اتق الله واصبر». فلم يلبث إلا يسيرا حتى جاء ابن له بغنم ، وكان العدو أصابوه ، فأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسأله عنها وأخبره خبرها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إياكها» (٢).
الآية : ٤ ـ قوله تعالى : (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ).
قال مقاتل : لما نزلت : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَ) [سورة البقرة ، الآية : ٢٢٨] قال خلاد بن النعمان بن قيس الأنصاري : يا رسول الله ، فما عدة التي لا تحيض ، وعدة التي لم تحض ، وعدة الحبلى؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية (٣).
وأخرج ابن جرير وإسحاق بن راهويه والحاكم وغيرهم عن أبيّ بن كعب قال : لما نزلت الآية في سورة البقرة في عدد من عدد النساء قالوا : قد بقي عدد من عدد النساء لم يذكرن : الصغار والكبار وأولات الأحمال ، فأنزلت : (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ) الآية. [صحيح الإسناد].
وأخرج مقاتل في تفسيره : أن خلاد بن عمرو بن الجموح سأل النبي صلىاللهعليهوسلم عن عدة التي لا تحيض فنزلت (٤).
__________________
(١) النيسابوري ٣٥٥ ، والسيوطي ٣٠٤ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٤ / ٣٨٠ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٨ / ١٦٠.
(٢) النيسابوري ٣٥٦ ، والسيوطي ، ٣٠٥ ـ ٣٠٦ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٨ / ١٦٠.
(٣) النيسابوري ، ٣٥٦ ـ ٣٥٧ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٤ / ٣٨١ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٨ / ١٦٢.
(٤) السيوطي ٣٠٦ ، وتفسير الطبري ، ج ٢٧ / ٩١ ، وزاد المسير ، ج ٨ / ٢٩٣ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٨ / ١٦٢ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٤ / ٣٨١.