نزل عليه الوحي استقبلته الرعدة ، فقال : «يا خولة ، دثريني». فأنزل الله تعالى : (وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) (٣) (١).
الآية : ٤ ـ قوله تعالى : (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى) (٤).
عن الأوزاعي ، عن إسماعيل بن عبد الله قال : حدثني علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه قال : رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما يفتح على أمته من بعده ، فسرّ بذلك ، فأنزل الله عزوجل : (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (٤) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) (٥). قال : فأعطاه ألف قصر في الجنة من لؤلؤ ، ترابه المسك ، في كل قصر منها ما ينبغي له (٢).
الآية : ٦ ـ قوله تعالى : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) (٦).
قال القرطبي : عدّد سبحانه مننه على نبيه محمد صلىاللهعليهوسلم فقال : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً) لا أب لك قد مات أبوك (فَآوى) (٦) أي : عند عمك أبي طالب فكفلك (٣).
عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لقد سألت ربي مسألة ووددت أني لم أكن سألته ، قلت : يا رب ، إنه قد كانت الأنبياء قبلي ، منهم من سخرت له الريح ـ وذكر سليمان بن داود ـ ومنهم من كان يحيي الموتى ـ وذكر عيسى ابن مريم ـ ومنهم ومنهم». قال : «قال : ألم أجدك يتيما فآويتك؟» قال : «قلت : بلى ، قال : ألم أجدك ضالّا فهديتك؟» قال : «قلت : بلى يا رب ، قال : ألم أجدك عائلا فأغنيتك؟» قال : «قلت : بلى يا رب ، قال : ألم أشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك؟» قال : «قلت : بلى يا رب» (٤).
__________________
(١) النيسابوري ، ٣٧١ ـ ٣٧٢ ، ومجمع الزوائد ، ج ٧ / ١٣٨ ، وقال الهيثمي : رواه الطبراني وفيه أم حفص لم أعرفها.
(٢) النيسابوري ٣٧٢ ، وتفسير الطبري ، ج ٣٠ / ١٤٩ ، وتفسير القرطبي ، ج ٢٠ / ٩٥.
(٣) تفسير القرطبي ، ج ٢٠ / ٩٦.
(٤) النيسابوري ٣٧٣ ، وفيه عطاء بن السائب ، قال ابن معين : لا يحتج بحديثه ، المغني في الضعفاء ، ج ٢ / ٤٣٤ للذهبي.