كتابه «أسباب نزول القرآن». والإمام ابن حجر العسقلاني [ت سنة ٨٥٢ ه] فصنّف كتابه «العجاب في بيان الأسباب». والإمام السيوطي [ت سنة ٩١١ ه] فصنّف كتابه «لباب النّقول في أسباب النّزول».
ولا يخلو تفسير من تفاسير الأئمة من ذكر أسباب النّزول في بداية تفسيرهم للآيات القرآنيّة التي نزلت على سبب ، وجعلوا معرفة أسباب النّزول شرطا من شروط صحّة التّفسير.
ولا تخفى فوائد معرفة أسباب النّزول ، وهي كثيرة منها : معرفة حكمة التّشريع. ودفع اللّبس والإشكال عن إدراك مقاصد الآيات ؛ فإن معرفة أسباب النّزول يعين على إدراك المراد من الآيات. ومعرفة أسباب النّزول يعين على معرفة مراتب العموم والخصوص ، مع ملاحظة أنّ العبرة بعموم اللّفظ لا بخصوص السّبب.
ولهذه الاعتبارات الهامّة لعلم أسباب النّزول رأيت أن أقوم مستعينا بالله تبارك وتعالى بجمع أشهر روايات هذا العلم الهامّ من أصول كتب الرّواية والتّفسير ومن كتب أسباب النّزول ، وتدوينها في هذا الكتاب الذي أسميته ب «تسهيل الوصول إلى معرفة أسباب النّزول ، الجامع بين روايات الطّبريّ والنّيسابوريّ وابن الجوزيّ والقرطبيّ وابن كثير والسّيوطي والشّوكاني» بالعزو إلى كتبهم ومصنّفاتهم ليسهل الرّجوع إليها ، وهذه فائدة جليلة ، حيث ارتبط سبب النّزول مع التّفسير بجميع خصائصه ومعطياته ، وكانت كتب «أسباب النّزول» مفصولة عن كتب التّفسير ، وفي هذا الكتاب المبارك تحقّقت هذه الفائدة الجليلة ، فلله الحمد والمنّة على جميل كرمه وإحسانه وتوفيقه ، اللهمّ تقبّل منّا صالح أعمالنا واغفر لنا وارحمنا ، والحمد لله ربّ العالمين.
خادم العلم الشريف
خالد بن عبد الرحمن العك
دمشق في ٢٤ ذي القعدة سنة ١٤١٧ ه.
غفر الله تعالى له ولوالديه ولجميع المسلمين