عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن رجلا من الأنصار ارتد فلحق بالمشركين ، فأنزل الله تعالى : (كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ) إلى قوله : (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) [سورة آل عمران ، الآية : ٨٩] فبعث بها قومه إليه ، فلما قرئت إليه قال : والله ما كذبني قومي على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا كذب رسول الله صلىاللهعليهوسلم على الله ، والله عزوجل أصدق الثلاثة ، فرجع ثانيا ، فقبل منه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وتركه (١).
عن داود ابن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : ارتد رجل من الأنصار عن الإسلام ولحق بالشرك ، فندم ، فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هل لي من توبة؟ فإني قد ندمت. فنزلت : (كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا) حتى بلغ (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) فكتب بها قومه إليه ، فرجع فأسلم (٢).
عن مجاهد قال : كان الحارث بن سويد قد أسلم ، وكان مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم لحق بقومه وكفر ، فأنزلت فيه هذه الآية : (كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ) إلى قوله : (فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٨٩) حملها إليه رجل من قومه فقرأها عليه ، فقال الحارث : والله إنك ما علمت لصدوق ، وإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأصدق منك ، وإن الله لأصدق الثلاثة. ثم رجع فأسلم إسلاما حسنا (٣).
الآية : ٩٠ ـ قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ).
قال الحسن وقتادة وعطاء الخراساني : نزلت في اليهود ، كفروا بعيسى والإنجيل ، ثم ازدادوا كفرا بمحمد والقرآن (٤).
وقال أبو العالية : نزلت في اليهود والنصارى ، كفروا بمحمد صلىاللهعليهوسلم بعد إيمانهم بنعته وصفته ، ثم ازدادوا كفرا بإقامتهم على كفرهم (٥).
الآية : ٩٣ ـ قوله تعالى : (كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ).
__________________
(١) المستدرك للحاكم ، ج ٢ / ١٤٢ ، وصححه وأقره الذهبي ، وتفسير الطبري ، ج ٣ / ٢٤٠.
(٢) تفسير ابن كثير ، ج ١ / ٣٧٩.
(٣) النيسابوري ، ٩٦ ـ ٩٧ ، والسيوطي ٥٤.
(٤) زاد المسير ، ج ١ / ٤١٩.
(٥) السيوطي في أسباب النزول ٥٤.