(فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) هذه صفة الخالق العظيم دون سواه. وكل ما سواه مفتقر في كل ما يريد الى معين.
(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ) وهذه الشارة الى قضيتين في الزمان الغابر مضى عنهما الكلام في ما جرى من اغراق فرعون وقومه ونجاة بني اسرائيل. وأما ثمود فقد أهلكوا بكاملهم.
(بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ) فشأن الطغاة في كل زمان ومكان :التكذيب والخداع.
(والله من وراءهم محيط). وهم غافلون عما يحاط بهم من بطش الله ودماره لأعدائه.
(بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ) المجيد الرفيع المكرم. وهل أمجد وأرفع من قول الخالق العظيم.
(فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) ونحن لا ندرك حقيقة اللوح المحفوظ. لانه من مختصات الله تعالى وأما لوح المحو والاثبات فقد يطلع عليه من أوليائه المقربين. وهو الذي يشير اليه أمير المؤمنين علي (ع) حينما صعد المنبر وقال قولته المتفرد بها دون سواه :
(والله لو كسرت لي الوسادة فجلست عليها لأخبرت وأفتيت أهل التوراة بتوراتهم وأهل الانجيل بانجيلهم. وأهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق كل واحد ويقول صدق علي لقد أخبر بما نزل في من الله والله لو لا آية في كتاب الله لأخبرتكم بما كان وما يكون وما هو كائن الى يوم القيامة وهي قوله عزوجل : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ)
وهذه الكلمة ما قالها غير علي (ع) الا وفضحه الله تعالى وقد فصلناها فيما مضى فراجع. والقرآن مصون ثابت في كل ما يتناوله من الامور (ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى)