اذا مات الميت اجتمعوا عنده يسألونه عمن مضى وعمن بقي فان كان مات ولم يرد عليهم قالوا : قد هوى وهلك. ويقول بعضهم لبعض دعوه حتى يسكن مما مر عليه من الموت.
وعن ابي بصير قال سألت ابا عبد الله (ع) عن ارواح المشركين فقال : في النار يعذبون يقولون : ربنا لا تقم لنا الساعة ولا تنجز لنا ما وعدتنا ولا تلحق آخرنا بأولنا.
في عالم البرزخ جنة ونار الى يوم البعث
عن ضريس الكناسي قال : سألت ابا جعفر (ع) أن الناس يذكرون ان فراتنا يخرج من الجنة فكيف هو وهو يقبل من المغرب وتصب فيه العيون والاودية.
فقال (ع) : وانا أسمع ان لله جنة خلقها الله في المغرب وماء فراتكم يخرج منها واليها تخرج أرواح المؤمنين عند كل مساء فتسقط على ثمارها وتأكل منها وتتنعم فيها وتتلاقى وتتعارف فاذا طلع الفجر هاجت من الجنة فكانت في وادي السّلام. وان لله نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفار ويأكلون من زقومها. ويشربون من حميمها ليلهم فاذا طلع الفجر هاجت الى واد باليمن يقال له (برهوت) أشد حرا من نيران الدنيا كانوا فيها يتلاقون ويتعارفون فاذا كان المساء عادوا الى النار. فهم كذلك الى يوم القيامة.
قال : فقلت : أصلحك الله فما حال الموحدين المقرين بنبوة محمد ص وآله من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم امام يعرفونه.
فقال (ع) : أما هؤلاء فانهم في حفرتهم لا يخرجون منها فمن كان منهم له عمل صالح ولم يظهر منه عداوة فانه يخد له الى الجنة التي خلقها الله في المغرب فيدخل عليه منها الروح في حفرته الى يوم القيامة.