وبعد أن قضوا منها الشهوات. وأوردوها مورد الهلكات. فوقعت المسكينة بأبشع الفتن وخسرت أثمن التحف واستحقت من خالقها العذاب الأليم والنكال الشديد. وخسرت الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين.
فكيف يجوز لمثل هذه المرأة المجرمة العارية المتهتكة ان تدعي ـ الحضارة والثقافة والتمدن والتقدم وهي بأضداد هذه العناوين متلبسة. وفي مهاوي الضلال والفساد متنكسة.
فالويل لهم لقد غروها وخدعوها وأذلوها وظلموها :
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)
فعلى العقلاء ان يتداركوا ما فات. وان يغتنموا الفرص قبل الفوات. والرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل. وباب التوبة مفتوح وان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين وهو الغفور الرحيم.
(قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ. أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ). والمسؤولية تقع على الآباء والأولياء والراضي شريك المجرم.
(الكمال الانساني)
الاسلام لم يكن مقيدا بمكان أو زمان. بل هو لكافة الأماكن والأزمان ولجميع الفئات والأجيال. ولم يكن مخصصا لأمة دون أخرى أو أبيض دون أسود أو لعربي دون أعجمي. (المراد بالأعجمي كل ما لم تكن لغته عربية.
بل هو دين البشرية جمعاء في مشارق الأرض ومغاربها. ودين العصور والاجيال مهما تكررت العصور وتعاقبت الأجيال. وتقدم العلم والعمران.
فلذا اوجب الله تعالى اعتناقه واتباعه على كافة المخلوقات. من