وحيث يرتفع الستر والحجاب ذهب الحياء والعفاف. ويبدأ الداء. ويعم البلاء. وهناك الطخية العمياء.
* * *
فعلى أهل الدين والشرف. أن يتأدبن بآداب القرآن. ويأتمرن بأوامر الرحمن وها هو يوجب الحجاب بأوضح بيان فيقول عزوجل :
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ)
ويقول تعالى :
(إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ ... إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً)
وقد تجرأت هذه المرأة المتهتكة على عصيان خالقها ومولاها المتفضل عليها بنعم لا تحصى قبل أن تكون شيئا مذكورا. فمن عليها بالحياة والعقل. ووهبها الجوارح العظمى وخلق لأجلها ما في الكون جميعا.
(وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ. وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها. إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)
ولم تكتفي بهذا العصيان الأثيم لهذا الخالق العظيم والمنعم الكريم. حتى اتبعت تلك الكفرة الفجرة. الكذبة المكرة أعوان الشيطان وابالسة الزمان. الذين أعدوا لكل حق باطلا. ولكل قائم قاتلا ولكل باب مفتاحا ... قد هونوا الطريق. واضلعوا المضيق.
(أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ)
لقد خدعوا تلك المرأة المسكينة (بكل غرور). ودفعوها بكل محذور. وأوردوها المهالك وأوقعوها بكل فاسد. وهتكوا سترها. وجردوها خمارها. وأخرجوها عريانة. نابذة لكل عفاف وحياء.