ـ ١٠٤ ـ سورة الهمزة آياتها (٩) تسع آيات
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤) وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥))
ـ البيان : تعكس هذه السورة صورة من الصور الواقعية في حياة الدعوة في عهدها الأول. وهي صورة لئيمة حقيرة من صور النفوس البشرية حين تخلو من المرؤة وتعرى من الايمان والاسلام يكره هذه الصورة الهابطة من صور النفوس بحكم ترفعه الاخلاقي.
والتهديد يجيء في صورة مشهد من مشاهد القيامة. يمثل صورة للعذاب مادية ونفسية وصورة للنار حسية معنوية. وقد لوحظ فيها التقابل بين المجرم وطريقية الجزاء. وهو العقاب فالهمز هو الهزء بالناس. واللمز هو ما يكون في اعراض الناس.
(نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ) واضافتها الى الله يوحى بأنها نار ملهبة غير معهودة وتمكن في ذلك السخرية (وهي (تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) على فؤاد الانسان المحطم. الذي ينبعث من الهمز واللمز. هذه النار مغلقة على صاحبها. لقد كان القرآن يتابع احداث الدعوة ويقودها في الوقت ذاته (فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ).
* * *
ـ ١٠٥ ـ سورة الفيل وهي خمس آيات (٥)
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (٣) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥))
ـ البيان : وهو سؤال للتعجيب من الحادث. والتنبيه الى دلالته العظيمة. فالحادث كان معروفا للعرب ومشهورا عندهم. حتى لقد جعلوه