كان في آخر يوم من ايام الدنيا وأول يوم من ايام الآخرة. مثل له ماله وولده وعمله.
فيلتفت الى ماله فيقول : والله اني كنت عليك حريصا شحيحا فمالي عندك اليوم فيقول : خذ مني كفنك. فيلتفت الى ولده فيقول : والله اني كنت لكم محبا واني كنت عليكم محاميا فماذا لي عندكم اليوم. فيقولون نوديك الى حفرتك نواريك فيها.
فيلتفت الى عمله فيقول : والله اني كنت فيك لزاهدا وان كنت علي لثقيلا. فماذا لي عندك اليوم. فيقول : انا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك قال فان كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا وأحسنهم منظرا وأحسنهم رياشا. فقال : ابشر بروح وريحان وجنة نعيم ومقدمك خير مقدم.
فيقول له : من أنت فيقول : أنا عملك الصالح ارتحل من الدنيا الى الجنة وانه ليعرف غاسله ويناشد حامله ان يعجله فاذا دخل قبره أتاه ملكا القبر ...
فيقولان له : من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول : الله ربي والاسلام ديني ومحمد ص وآله نبيي. فيقولان له : ثبتك الله فيما تحب وترضي وهو قوله تعالى :
(يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ)
ثم يفسحان له في قبره مد البصر ثم يفتحان له بابا الى الجنة. ثم يقولان له لم قرير العين نوم الشاب الناعم. كما قال عزوجل
(أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً)
وان كان لربه عدوا فانه يأتيه أقبح من خلق الله زيا ورؤيا وانتنه ريحا فيقول له : ابشر بنزل من حميم وتصلية جحيم وانه ليعرف غاسله ويناشد حملته أن يحبسوه فاذا دخل القبر أتاه ممتحنا القبر فألقيا عنه أكفانه ثم يقولان له : من ربك وما دينك ومن نبيك. فيقول : لا ادري فيقولان