يأنس به بمكة ويجدد الاقرار له كل يوم وليلة. ثم ان الله عزوجل لما بنى الكعبة وضع الحجر في ذلك المكان لانه تبارك وتعالى حين أخذ الميثاق من ولد آدم أخذه في ذلك المكان وفي ذلك المكان ألقم الملك الميثاق ، ولذلك وضع في ذلك الركن.
فلما نظر آدم من الصفا وقد وضع الحجر في الركن كبر الله وهلله ومجده فلذلك جرت السنة بالتكبير واستقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا فان الله أودعه الميثاق والعهد دون غيره من الملائكة لان الله عزوجل لما أخذ الميثاق له بالربوبية ولمحمد ص وآله بالنبوة. ولعلي (ع) بالوصية اصطكت فرائض الملائكة ، فأول من اسرع الى ذلك الملك لم يكن فيهم أشد حبا لمحمد وآل محمد ص وآله منه.
ولذلك اختاره من بينهم وألقمه الميثاق وهو يجيء يوم القيامة وله لسان ناطق وعين ناظرة يشهد لكل من وافاه الى ذلك المكان وحفظ الميثاق.
(سبب بناء بيت الله الحرام)
عن محمد بن مروان قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : كنت مع أبي في الحجر فبينما هو قائم يصلي اذ أتاه رجل فجلس اليه فلما انصرف سلم عليه ثم قال : اني أسألك عن ثلاثة أشياء لا يعلمها الا انت ورجل آخر. قال : ما هي قال : أخبرني أي شيء كان سبب الطواف بهذا البيت فقال (ع) : ان الله عزوجل لما أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم (ع) ردوا عليه فقالوا :
(أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)
فقال الله عزوجل :
(إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ)