مبدأ تاريخ لهم فيقولون : حدث شيء الفلان كذا عام الفيل. وبعد عام الفيل وهكذا كان والمشهود ان مولد رسول الله ص وآله كان في عام الفيل ذاته. ثم القصة.
(أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ) ولعله بهذا يذكر قريشا بنعمته عليهم في حماية هذا البلد وصيانته في الوقت الذي عجزواهم عن الوقوف في وجه اصحاب الفيل.
ولقد كان من مقتض هذا التدخل السافر من القدرة الآلهية لحماية البيت الحرام تبادر قريش ويبادر العرب الى الدخول في دين الله افواجا. وان يكون اعتزازهم بدين قوامه الحق والعدل. والعلم والعقل. وهذا التذكير بالحادث على هذا النحو هو طرف من الحملة عليهم. والتعجب من موقفهم العنيد. وهذا ما يجب ان يذكره العرب جيدا اذا هم ارادوا الحياة وارادوا القوة وارادوا القيادة والله الهادي من الضلال.
* * *
ـ ١٠٦ ـ سورة قريش آياتها أربع (٤)
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤))
ـ البيان : لقد كان لحادث الفيل أثر مضاعف في زيارة حرمة البيت. عند العرب. في جميع انحاء الجزيرة. وزيارة مكانة أهله وسدنته من قريش. مما ساعدهم على ان يسيروا في الارض آمنين. حيثما حلوا ووجدوا. والكرامة والرعاية لهم. وشجعهم ذلك على انشاء خطين عظيمين من خطوط التجارة ـ عن طريق القوافل ـ الى اليمن في الجنوب. والى الشام في الشمال. والى تنظيم رحلتين تجارتين ضخمتين احداهما