(بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ) فالتكذيب طابعهم وطبعهم الاصيل والله أعلم بما يكنون في صدورهم. ويضمون عليه جوانحهم من شر وسوء ودوافع لهذا التكذيب.
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) فالذين آمنوا آمنون من كل مخاوف الدنيا والآخرة لان الله حار سهم وكافلهم في هذه الحياة. ومنجيهم ومعلي قدرهم في دار الخلود.
(لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) وهو الاجر الدائم الغير مقطوع ولا محدود. جزاء بما كانوا يعملون من الصالحات خالصا لوجه خالقهم العظيم مع الرضا والاستسلام اليه.
* * *
ـ ٨٥ ـ سورة البروج آياتها (٢٢) اثنتان وعشرون آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (١) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (٢) وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (٣) قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ (٤) النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ (٥) إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ (٦) وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (٧) وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٨) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٩) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ (١٠) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (١١) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (١٢) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (١٣) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥) فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (١٦) هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (١٧) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (١٨) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (١٩) وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ (٢٠) بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢))
البيان : تبدأ السورة بهذا القسم : ب (السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) فهي اما اجرام النجوم الهائلة. وأما المنازل التي تنتقل فيها تلك الاجرام في أثناء دورانها. والاشارة اليها يوحي بالضخامة.